عربي

هكذا أصبح الآذان في غزة بعد تخاذل العرب والمسلمين!

ريما أحمد

424 يوماً تمضي على حرب إبادة وتدمير الشعب الفلسطيني العربي بمسيحييه وبغالبيته المسلمة ذات المذهب السّنّي ـ إن جاز التعبير ـ تعادل 10.176 ساعة، و610.560 دقيقة، و36.633.600 ثانية..كل ثانية منها كأنها قرن من السنين يفصل بين الموت والحياة، ويرسل صرخات استغاثة مدوية يُسمع صداها ليس مَن به صمم بل وملكوت السموات والأرض بمَن فيها ومَن عليها من كائنات حيّة تتمتع بالقدرة على الحركة والحواس الست، ونباتات وجمادات صمّاء تفتقد للحركة لكنها لم تفقد الإحساس والمشاعر وتسجيل ما يدور حولها من أحداث ومجريات متنوّعة واختزانها كشاهد وشهيد عياني وحضوري…

424 يوماً حصدت من أبرياء غزة 44.429 شهيداً وشاهداً: 17.581 طفلاً،  12.048 نساء، 2421 مُسنّ، 1055 طواقم طبية، 496 كادر تعليمي، 203 موظف أونروا، 190 طواقم صحفية. وحصدت من الضفة الغربية 801 شهيد: 168 طفل، 87 دفاع مدني. ليُضافوا إلى أكثر من 135 ألف شهيد منذ النكبة 1948، منهم 46.500 منذ انتفاضة الأقصى عام 2000 وحتى قبيل “طوفان الأقصى” شماعة البعض المتذاكي من فلسطينيين وعرب ومسلمين على وجه الخصوص…

أما الجرحى والمعاقين فقد بلغوا في غزة 105.142 مدني أكثر من 70% من الأطفال والنساء، وفي الضفة 6250 منهم 660 طفلاً، ناهيك عن أكثر من 11.000 مفقوداً بينهم 4700 من الأطفال والنساء، واكثر من 20.000 معتقل في زنازين “الجستابو” الحقيقي بل وأشدّ بشاعة وقسوة وفق تقارير دولية وحتى إسرائيلية…

424 يوماً اغتالت آلة الحرب الفتاكة الغربية والإسرائيلية الأحدث في كل ثانية منها مستقبل كل شهيد، وحطمت آمال وأحلام كل جريح، وخطفت حاضر وتطلعات كل معتقل، ودفنت ماضي وذكريات مَن بقي على قيد الحياة حتى اللحظة تحت ركام المنازل والمباني المدمّرة والمحترقة.. وهو حرّك الضمير الحيّ لكل إنسان حتى في عواصم ومدن الغرب الاستعماري المشارك في العدوان، وأيقظت المليارات في كافة أرجاء المعمورة التي كانت مُضَلّلَة ومخدوعة طيلة عقود طويلة من الضخ الإعلامي والفبركات والأكاذيب وقلب الحقائق، ولا تزال…

وحدهم العرب والمسلمين، لم يسمعوا ويُبصروا صرخات الثكالى ونداءات الأرامل واستغاثات الأطفال اليتامي، وقد بحّت أصواتهم، وبلغت القلوب الحناجر.. وحدهم ولاة أمور العرب والمسلمين لم يعيروهم الاهتمام، وحدهم رجال الدين ودعاة الجهاد في كل بقاع الأرض باستثناء فلسطين حيث الجهاد الحق والواجب وفرض العين لم يكتفوا بالصمت بل أفتوا بتحميل الضحية المسؤولية وبرروا للجلاد أفعاله المشينة…

لم يعد لدى أبناء غزة العزة بعد الصبر وفقدان الأمل بالعرب والمسلمين سوى اللجوء إلى الله الشاهد والشهيد على ما أصابهم، ويرفعوا أمرهم إلى ملك الملوك ومالك المُلك الحيّ القيوم وفي وقت الفجر والاستجابة ومن ركام المساجد ليصدحوا بآذان الفجر قائلين على رؤوس الأشهاد:

أشهد أن محمد رسول الله

أشهد أن نساءنا وأعراضنا وأطفالنا في غزة يُذبحون

أشهد أن علماء ومشايخ الأمة الإسلامية يزحفون وينبطحون

أشهد أن رجالاتها يختبئون

فالشجاعة خير من النوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى