فلسطين

يوم تاريخي بامتياز بالنسبة لفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة

• الاجماع الدولي على دعم قبول فلسطين عضوا في الأمم المتحدة يشكل صفعة لواشنطن وتل أبيب

أعلن فاسيلي نيبينزا مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة أن حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة هو تصحيح لظلم تاريخي، ولو بشكل جزئي على الأقل بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي طالت معاناته، والذي فقد عددا غير مسبوق من أرواح المدنيين خلال الأشهر السبعة الأخيرة.
وأوضح المندوب الروسي في كلمته في مجلس الأمن الدولي أن تبعات التصرفات التي تقوم بها إسرائيل وتدافع عنها الولايات المتحدة ستبقى محسوسة وحاضرة لسنوات عديدة، وأضاف أن العضوية الكاملة لفلسطين في المنظمة العالمية ستساعد على تكافؤ المواقف التفاوضية مع إسرائيل التي حصلت على هذا الوضع قبل خمسة وسبعين عاما، -وظل الشعب الفلسطيني محروما من هذا الحق-، وأكد أن تصويت روسيا لصالح هذه الوثيقة هو تخليد لذكرى هؤلاء الفلسطينيين الذي قضوا نحبهم، وعجز المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة عن وقف إراقة الدماء، أولئك الذين رحلوا عن عالمنا ولم يعيشوا كي يروا كيف تحصل فلسطين على العضوية الكاملة.
الجدير بالذكر أن نتائج التصويت كانت أيضا ذات طبيعة تاريخية لنصرة فلسطين حيث صوت لصالح قرار دعم طلب حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة 143 صوتا، في حين يحتاج قبول القرار إلى ثلثي الأصوات فقط أي 128 صوتا فقط ، كما أن الذين عارضوا القرار تسعة أصوات أي قرابة 5% من الأصوات وحسب، وفي مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين واللتشيك وهنغاريا، وأربعة دول إفريقية مما يمكن أن يطلق عليها صفة جمهوريات الموز، والذين امتنعوا عن التصويت 25 دولة منها ألمانيا وأوكرانيا والنمسا وسويسرا والسويد وكندا…وهذا يعني إجماع كبير كصفعة في وجه الفيتو الأمريكي والتعنت الإسرائيلي، وهو ما دفع بالمندوب الإسرائيلي جلعاد أردان إلى القيام بحركة استعراضية لاقت استهجانا واستنكارا، حيث قام بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة كتعبير عن احتجاجه لنتائج التصويت الذي اعتبره مكافأة لحركة حماس، وأظهر صورة السنوار منوها بأنه سيكون الرئيس القادم لفلسطين في حال حصولها على العضوية الكاملة.
وقد أوصى القرار مجلس الأمن الدولي بأن يعيد النظر بشكل إيجابي في هذه المسألة، وسوف تُعتمد طرق وإجراءات متنوعة لمشاركة دولة فلسطين في دورات وأعمال الجمعية العامة، وكذلك في المؤتمرات الدولية التي تعقد برعايتها، كما جدد القرار تأكيده على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بما في ذلك حقه في أن تكون له دولة مستقلة هي فلسطين، زد على كل ذلك أن القرار دعا المجتمع الدولي إلى تضافر الجهود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والتوصل إلى حل عادل ودائم وسلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك انسجاما مع القانون الدولي وتمشيا مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وكانت إسرائيل تعتمد على أن الولايات المتحدة ستوقف تمويلها للأمم المتحدة ومؤسساتها في حال تم التصويت على منح العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة بما في ذلك حق التصويت، ذاك أن القانون الأمريكي يمنع واشنطن من تمويل أية منظمة تمنح العضوية الكاملة لأي مجموعة لا تتمتع بالخصائص المعترف بها دوليا، وسبق أن أوقفت الولايات المتحدة تمويل اليونيسكو بعد أن غدت فلسطين عضوا كامل العضوية فيها، ويقصد هنا أن يمر تحقيق الدولة عبر المفاوضات وبإقرار طرفي النزاع، ولكن تعديل الصياغة مرر القرار بحيث لا تتعلل واشنطن وتقوم بحجب تمويلها للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى