حصان طروادة الأمريكي انطلق باتجاه غزة
أكدت المصادر الأمريكية والإسرائيلية أن عملية تركيب وتجميع الميناء “الرصيف” العائم قد استكملت في ميناء أسدود وانطلق تجره سفن الشحن الأمريكية نحو ميناء غزة إلى المكان المخصص لوصله باليابسة كي تدري عبره عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة.
وقد بدأت القوات الأمريكية ببناء هذا الميناء العائم منذ الخامس والعشرين من شهر أبريل – نيسان الفائت، حيث أكد المتحدث باسم البنتاغون حينها أن سفنا حربية أمريكية بدأت ببناء المراحل الأولى من الميناء المؤقت والرصيف البحري المرفق، لكنها اضطرت إلى تعديل مخططاتها نظرا لسوء الأحوال الجوية في البحر قبالة سواحل غزة، حيث أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أنها أوقفت العمل مؤقتا نتيجة شدة الرياح وارتفاع الأمواج ما يشكل خطرا على العاملين والفنيين والجنود الذين يقومون بتركيب هذا الميناء العائم، وتم حينها نقل مجمل عملية استكمال بناء هذا الرصيف بما في ذلك السفن الحربية التي تساهم في هذه العملية إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، وستبلغ تكلفة إنشائه 320 مليون دولار حسب البنتاغون.
ويقع ميناء أسدود على بعد 30 ميلا بحريا من الموقع المحدد لتركيب الميناء في غزة، وقد انطلق فعليا نحو غزة حسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية وأكد رايدر المتحدث باسم البنتاغون أنه سيكون جاهزا للعمل خلال الأيام المقبلة، وستدمع المساعدات كخطوة أولى في قبرص ثم يتم شحنها إلى غزة، ومن المفترض أن يتم توصيل 150 شاحنة من المساعدات يوميا فجميع السكان نتيجة الحرب أصبحوا عمليا بحاجة إلى مساعدات إنسانية بمختلف أنواعها الطبية والغذائية والسطنية أي الخيام لبناء المعسكرات المؤقتة أملا في أن تنتهي الحرب وتجري عملية إعادة البناء من جديد.
ولكن الشكوك لا تزال كبيرة ولهذا وصفت ماتريوشكا نيوز في مقالة سابقة هذا الرصيف بأنه حصان طروادة الذي اختبأ بداخله الإغريق تمهيدا لفتح البوابة واقتحامها بالخديعة، وقد يكون الرصيف خدعة تستغل فيها الولايات المتحدة حليفة إسرائيل الأول الوضع الصعب بل الرهيب لسكان غزة، وسيكون الرصيف منصة مناسبة جدا للتجسس على فصائل المقاومة في محاولة لمعرفة أماكن احتجاز الرهائن الإسرائيليين، وتقديم هذه المعلومات للقوات الإسرائيلية لكي تقوم باللازم، فقرار إنشاء هذا الرصيف جاء في 8 آذار من الرئيس بايدن نفسه وهو في أوج تعاطفه ودعمه للقوات الإسرائيلية، خاصة أن هدف الخلاص من حمس هو هدف أمريكي إسرائيلي علني بامتياز.
سؤال أخير وخطير بدأ يخطر ببال الكثيرين: كيف يمكن الوثوق لتقديم المساعدات الغذائية بمن سعى ويسعى إلى إفناء الشعب الفلسطيني ، خاصة بعد مطالبة بعض المسؤولين الأمريكيين بقصف غزة بقنابل نووية، ترى ألا يمكن أن تحقن المواد الغذائية بمواد بطيئة السمية لتقوم بدورها في الإبادة الجماعية بشكل لا يلفت النظر؟ سؤال خطير، لكنه يراود الناس على أية حال.