كفى التضحية بأبنائنا من أجل نتنياهو!؟
“الحرب الأكثر سوءا والأكثر غباء في تاريخ اسرائيل. لا يوجد هدف أو غاية أو أفق أو إجماع. والغريب أنه أيضا لا يوجد رفض أو معارضة، سواء في أوساط الجمهور أو في وسائل الإعلام أو في الجيش”
نشرت صحيفة “هآرتس” مقالاً أمس الثلاثاء 27/8 الجاري بقلم “أوري مسغاف” تحت العنوان أعلاه، استهله بالقول: ” انظري، أيتها الأرض، فنحن مبذرون جدا. فها هي جثثنا ملقاة في طابور طويل جدا. اربعة آخرون من أفضل أبنائنا قتلوا، صباح الجمعة، في محور نتساريم. وهناك ثلاثة عوالم أخرى تم تدميرها. يوجد لنا محور في البيت، لكن في نتساريم يوجد محور يقسم القطاع إلى قسمين، والجنود الذين يقومون بحراسته هم مثل الأوز الموجود في ميدان الرماية. في الصباح الذي قتل فيه الجنود في نتساريم تم في عسقلان دفن أوري اشكنازي نحاميا، الذي قتل قبل يوم. كان عمره 19 سنة عندما قتل. قرأ شقيقه في الجنازة رسالة احتفظ بها كي تتم قراءتها عندما يموت، هذا أمر أصبح سائدا الآن. وصلنا إلى وضع يكتب فيه أبناء الـ 19 وصيتهم، وهذا يعتبر جزءا طبيعيا في الحياة. قبل ذلك، في الأسبوع ذاته، تم دفن شاحر بن نون الذي قتل في خان يونس، وقبله محمود عمرية الذي قتل في الجليل الغربي، وقبلهم يوتام اسحق بيلد ومردخاي يوسيف بن شوعم، اللذان قتلا أيضا في نتساريم. وتيرة القتلى مرتفعة، وهم يموتون عبثا. لم تضع إسرائيل أهدافاً لهذه الحرب. تتغير الأهداف والجهود مع مرور الوقت لضمان بقاء حكم نتنياهو. هذا هو الهدف الحقيقي الوحيد، ليس فيلادلفيا أو نتساريم، وليس تدمير “حماس” أو عودة السكان”؟!
وتابع: “نذهب مثل القطيع إلى المسلخ. حكومة نتنياهو تقتل الجنود والمخطوفين، وبالطبع سكان غزة. لقد وصل عدد المقتولين إلى 40 ألفا تقريبا، معظمهم ليسوا من (المخربين). نحن خاضعون جدا ومؤدبون ومذعنون. لا توجد أي دعوة واضحة لوقف هذه الحرب التي ببساطة تضحي بالأبناء، وتدمر اسرائيل ومصيرها ومستقبلها. الاحتجاج يقتصر على أهالي المخطوفين. وهذا مفهوم وطبيعي وأخلاقي. ولكنه أيضا مريح بدرجة معينة. لنفترض من اجل النقاش، بأن المخطوفين عادوا. فهل عندها من المنطق مواصلة إغراق أنفسنا وإغراق الغزيين في الثكل والدماء والدمار؟ في هذه الأثناء تعودنا أيضا على عمليات “إنقاذ” المخطوفين الأموات. ما هذه الهستيريا، تعريض حياة الجنود الأحياء للخطر من اجل إعادة أكياس جثث. عالم معكوس، تقديس الموت وفقدان معنى الحياة”؟!
وأضاف: “في السابق، تم الحديث عن الحرب الأكثر سوءا والأكثر غباء في تاريخ اسرائيل. لا يوجد هدف أو غاية أو أفق أو إجماع. والغريب أنه أيضا لا يوجد رفض أو معارضة، سواء في أوساط الجمهور أو في وسائل الإعلام أو في الجيش. لا يوجد ايلي جيفع أو عمرام متسناع أو “اربع أمهات”، توجد حركة “أم يقظة”، التي تطالب بإجراء نقاش في (الكابنيت)حول أهداف الحرب، وتطالب بتجنيد الحريديين. هذا هو الحد الأعلى الذي يعتبر الآن أمرا مشروعا. المحرر في (هآرتس) الوف بن، شرح هنا بأنه يوجد لنتنياهو، المصمم والذي يحسب خطواته جيدا، هدف واضح وهو احتلال قطاع غزة والاستيطان فيه (هآرتس، 21/8). ولكن لا اتفق معه، لأنه توجد لنتنياهو أيديولوجيا واحدة ووحيدة وهي كسب الوقت والبقاء في الحكم، والمقاعد بحق تعود إليه، حسب تقديري، في ظل غياب بديل حقيقي يطالب بوقف الحرب وتسوية سياسية في الجنوب وفي الشمال، في المستوى السياسي وجهاز الأمن. بالمناسبة، حتى لو أن ذلك لم يكن مربحا في الانتخابات، إلا أنه الشيء الصحيح الذي يجب فعله. القيادة الحقيقية، مثل قيادة تشرتشل وبن غوريون ورابين، يجب عليها أن تأخذ في الحسبان ما يحتاجه الشعب وليس ما يريده الشعب”؟!
وختم مقالته بالقول: “هاكم ما صرخت به ايلانيت، الأم المحطمة لضابط المظليين شاحر بن نون، على قبر ابنها: (أريد العيش، ما الذي منحنا الله إياه، 70 سنة للعيش، 80 سنة، 100 سنة. إذاً، هيا نعيش. لا أحد يريد استقبال ابنه في تابوت، لا أحد). الحظ لم يبتسم للجميع كي يربي ابنا شابا يتمتع بصحة جيدة في ميامي. كفى للتضحية بأبناء إسرائيل من اجل الملك نتنياهو”؟!