تقارير

كيف ينظر رواد الأعمال الشباب إلى مستقبلهم في لبنان؟

تخطينا هذه الصعوبات، ومنحتنا الأزمة طرقاً إبداعية. في لبنان هناك الكثير من الأفكار الجيدة ومشاريع كثيرة أبصرت النور ونجحت في السنوات الأخيرة، ربما نحن فقط بحاجة إلى دعم من ناحية الاستثمار. بحاجة إلى صندوق استثماري في لبنان سيفيد كثيراً الطاقات والأفكار الموجودة ونحن علينا ربط النقاط، هناك الكثير من الأشخاص الراغبين بالاستثمار وهناك أيضاً الكثير من الطاقات والخريجين الجدد الذين لديهم أفكار جديدة وجاهزة للتطبيق. لا يمكنني أن أترك بلدي، لا أفكر بمغادرة بلدي الآن لا زال لدي أمل كبير في البلد وأمل كبير بأنني سأصل هنا، معتمدة على صبري. هل يعقل أنه وسط الحرب والأزمة التي يعيشها بلدي وبحاجة إلي وللشباب أن اغادر فقط لأن الوضع غير مستقر؟ لا أعتقد أن هذا التفكير منطقي قررت البقاء هنا وسأبقى هنا، لا أفكر بالمغادرة وان سنحت لي الفرصة. عشت بما فيه الكفاية في كندا، حان الوقت لأن أعود وأكون قريباً من العائلة من الأصدقاء، أتمنى أن يأتي الوقت الذي يمنحنا فرصة الاستثمار في البلد والعيش وسط الأهل والأصدقاء”.

أجرى برنامج “بي بي سي إكسترا” هذا الأسبوع تجربة اجتماعية مع رواد أعمال شباب من لبنان، تمحورت أسئلته المطروحة حول التحديات والصعوبات التي فرضتها عليهم الأزمات المتتالية التي عصفت في بلدهم لبنان، إضافة إلى تطلعاتهم للمرحلة المقبلة بعد انتهاء الحرب وانتخاب رئيس وتكليف رئيس حكومة، فهل يشعرون بالتفاؤل أم أنه تفاؤل حذر؟

بعد انتخاب رئيس جديد للبنان في أعقاب أكثر من سنتين من الفراغ الرئاسي، يأمل العديد من الشباب في مستقبل أفضل، في حين يعتقد البعض أن شيئا لن يتغير، وأن الرئيس أو غيره لن يتمكن من إخراج البلد من أثر الأزمات المتتالية التي مرّ ويمر بها.. جمع البرنامج ثلاثة أشخاص يمثّلون رواد أعمال الشباب، وطرح عليهم مجموعة أسئلة عن حياتهم ومشاريعم الخاصة، بادئاً أسئلته بعبارة تفتح للكثيرين أبواباً للتفكير وهي“ماذا لو؟”

في البداية كان السؤال ماذا لو لم تندلع الحرب؟

إيناس خشمان: بداية لما اضطررت أن أهاجر من بلدي إلى الصين عند عائلتي وإخوتي، وكنت استطعت بداية مشروع المجوهرات الخاص بي مبكراً، لكنني اضطررت إيقاف وتأجيل كل شيء بسبب الحرب فقط، الآن بدأت بمشروعي.

كريم نجار: عدتُ إلى لبنان بعد 12 سنة في كندا، وقررت أن استقر في لبنان في شهر تموز 2024، لو لم تحدث الحرب حتماً كنت قد اتخذت قرار البقاء في لبنان، مع الأسف خلال الحرب قررت أن أغادر مجدداً. بالنسبة للمعهد الذي نملكه مررنا بالكثير من الصعوبات خلال جائحة كورونا، انفجار مرفأ بيروت، والأزمة الاقتصادية.  توقف عملنا كثيراً، آخر محاولة لنا كانت في ال2024 عندما عدت إلى البلد، كان الهدف أن نعيد فتح المعهد وتوظيف أشخاص، وإعادة إحياء هذه المؤسسة التي يبلغ عمرها 30 سنة. لكن عندما وقعت الحرب عدنا إلى نقطة الصفر، قررنا عندها إغلاق المعهد بشكل كامل.

فاروق باشا: قبل الحرب كنت أقوم بتوظيف أشخاص لبنانيين للشركة، لم أرغب في توظيف يد عاملة غير لبنانية، عندما وقعت الحرب خفت من انقطاع الإنترنت بشكل مفاجيء، لذا بحال اعتمدت على الموظفين المتواجدين هنا سيتوقف عملنا. فوجدت نفسي مضطراً لتوظيف أشخاص في الخارج، الأمر الذي فرض أعباء مالية إضافية، لكن الحمدالله تابعنا عملنا. أصبح لدينا استقرار أكبر في الشركة.

ماذا لو لم تحدث الأزمة الاقتصادية وأزمة البنوك عام 2019؟

فاروق باشا: عندما أسست شركتي عام 2021، كانت لدي صعوبة في تحويل الأموال من خارج لبنان إلى الداخل، العملاء لم يستطيعوا تحويل المبالغ إلى هنا، فوجدت نفسي أبحث عن طرق وحلول فقط لأستطيع إدخال الأموال إلى هنا. الحمدالله الذي تخطينا هذه الصعوبات، ومنحتنا الأزمة طرقاً إبداعية كالعملات المشفرة.

كريم نجار: في عام 2019 كانت لدي مدفوعات كبيرة في كندا، وكنت بانتظار تحويلات بنكية من لبنان، حدثت الأزمة وبطبيعة الحال لم أستلم هذه التحويلات، اضطريت إلى تغيير خطتي، كنت أحاول شراء عقارات، لكنني اضطررت إلى رهن العقارات فقط، لأن الوضع تبدل في لبنان.

ماذا لو كنت قادرا على تغيير شيء في مناخ الاستثمار، ماذا سيكون؟

إيناس خشمان: أعتقد أنني سأقوم بفعاليات أحاول من خلالها جمع المستثمرين مع أصحاب المشاريع الذين لا يملكون القدرة المادية على إنشاء المشاريع، يستفيد الطرفان بهذه الحالة، في لبنان هناك الكثير من الأفكار الجيدة ومشاريع كثيرة أبصرت النور ونجحت في السنوات الأخيرة، ربما نحن فقط بحاجة إلى دعم من ناحية الاستثمار.

فاروق باشا: في طرابلس في شمال لبنان على سبيل المثال هناك مؤسسة تدعى Tripoli Entrepreneurs Clubعملت المؤسسة على الفكرة التي طرحتها إيناس، لكن الشركات والمستثمرين غير معتادين على الاستثمار في لبنان. لذا وجدوا صعوبة، المستثمر وجد صعوبة بوضع رأس ماله في شركة، والشركة غير مهيأة للاستفادة من رأس المال كما الشركات في الخارج.

كريم نجار: أوافق إيناس الرأي نحن بحاجة إلى صندوق استثماري في لبنان سيفيد كثيرا الطاقات والأفكار الموجودة ونحن علينا ربط النقاط، هناك الكثير من الأشخاص الراغبين بالاستثمار وهناك أيضا الكثير من الطاقات والخريجين الجدد الذين لديهم أفكار جديدة وجاهزة للتطبيق. وكما قال فاروق نحن نوعاً ما غير محدثين بموضوع التكنولوجيا وإطارات العمل الخاصة بتنطيم الشركات التي تجذب الاستثمارات.

ماذا لو كنت قادرا على الهجرة خارج لبنان هل ستقوم بذلك؟

إيناس: دائماً لدي فرصة الهجرة مع عائلتي، لدي 4 أخوة جميعهم مقيمون خارج لبنان أنا بمفردي هنا مع والديّ. حقيقة لا يمكنني أن أترك بلدي، لا أفكر بمغادرة بلدي الآن لا زال لدي أمل كبير في البلد وأمل كبير بأنني سأصل هنا، معتمدة على صبري.

فاروق: دائماً أقول إنني ولدت هنا وتربيت هنا درست هنا عملت هنا، كل هذا حصل معي هنا فهل يعقل أنه وسط الحرب والأزمة التي يعيشها بلدي وبحاجة إلي وللشباب أن اغادر فقط لأن الوضع غير مستقر؟ لا أعتقد أن هذا التفكير منطقي قررت البقاء هنا وسأبقى هنا، لا أفكر بالمغادرة وان سنحت لي الفرصة.

كريم نجار: بالنسبة لي عشت 12 سنة في كندا وكان أهلي دائما يزورونني وكنت دائما أتساءل أنه عندما يتقاعد والديّ هل سيعيشان معي في الخارج أم يبقيان ويستقران في لبنان؟ بالنسبة لي عشت بما فيه الكفاية في كندا، حان الوقت لأن أعود وأكون قريباً من العائلة من الأصدقاء، أتمنى أن يأتي الوقت الذي يمنحنا فرصة الاستثمار في البلد والعيش وسط الأهل والأصدقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى