تقارير

بغطاء وتواطؤ أمريكي سافر: كلّهم بن غفير؟! (الجزء الثاني)

“يواصل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، وعلى الرغم من التغييرات الواضحة والمرئية، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعامل معها في مستوى مختلف تماما: بن غفير يغير الوضع بالأفعال، ونتنياهو يواصل العيش في عالم الكلام”؟!

ثلاثة موضوعات نشرتها “تايمز أوف إسرائيل” تدور حول الوزير النازي إيتمار بن غفير، وكيف أنه لم يعد يقود السياسة الإسرائيلية فحسب، وإنما السياسة الرسمية الأمريكية كذلك، ومَن يتبعها ويدور في فلكها طبعاً؟!

بن غفير يفعل ما يشاء، نتنياهو يكتفي بالكلام، وحزب شاس يشن الحرب

وتحت هذا العنوان أعد طاقم “تايمز أوف إسرائيل” تقريراً شدد فيه على أن: “أكثر قضية سياسية حساسة في الشرق الأوسط معروضة كقنبلة موقوتة أمام الجميع، ولكن معظم اعضاء حزب الليكود، باستثناء وزير الدفاع غالانت، لا يواجهون بن غفير؛ من يملأ الفراغ هم أعضاء حزب شاس بقيادة موشيه أربيل، الذي يصفه بن غفير بـ (المتملق لليسار، وللعرب، وللنظام القضائي، وفي حالة الحرم القدسي لحماس والأوقاف). يواصل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، وعلى الرغم من التغييرات الواضحة والمرئية، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعامل معها في مستوى مختلف تماما: بن غفير يغير الوضع بالأفعال ونتنياهو يواصل العيش في عالم الكلام”؟!

وأكد على أنه: “وبعد مقابلة أمس (الاثنين) على إذاعة الجيش، قال فيها بن غفير إنه يريد رفع العلم الإسرائيلي في الحرم القدسي وبناء كنيس هناك، أصدر مكتب نتنياهو بيانا مقتضبا: (لا يوجد تغيير في الوضع الوضع الراهن في جبل الهيكل). لكن الوضع الراهن لم يهدأ للحظة. وذكرت أخبار (كان 11) مساء أمس أن الخطوة التالية في خطط بن غفير هي القيام بجولات إرشادية في الحرم القدسي، تحت رعاية وزارة التراث وبقيادة الوزير عميحاي إلياهو من حزب (عوتسما يهوديت). هذه القضية كقنبلة سياسية موقوتة، التي تعتبر أكثر قضية حساسة في الشرق الأوسط، تعرض على مرأى من الجميع بينما تخوض إسرائيل أطول حرب عرفتها على الإطلاق، حيث تتعرض للهجوم من سبع جبهات. لا يكترث بن غفير ونتنياهو بإشارة التقارير الاستخباراتية إلى قضية الحرم القدسي كسبب لحرب 7 أكتوبر، كما لا يهمهما أن هذه القضية توحد السنة والشيعة، من كارهي ومؤيدي إسرائيل. بن غفير يواصل التهور ونتنياهو لا يفعل شيء لوقفه.

وأشار إلى أن: “رد وزير الدفاع يوآف غالانت على تصريحات بن غفير واتهامه بإضعاف الدولة. لكن باستثناء غالانت، لم يقم سوى عضو كنيست واحد من الليكود بانتقاد بن غفير والطلب من نتنياهو التحرك لوقفه. وكتب عضو الكنيست إيلي دلال:  (لقد حان الوقت لضبط الوزير بن غفير). وفي بقية صفوف الليكود، صمت تام. الحزب الذي كان ذات يوم علمانيا وليبراليا ووسطيا، يغازل الآن الكهانية علنًا ويعرض الجمهور الإسرائيلي للخطر. سيتمكن أعضائه دائمًا من القول لاحقًا إن قوات الأمن هي المسؤولة ولم يحذرهم أحد. أما في حزب (شاس)، فقد تم خلع القفازات في مواجهة بن غفير. كل ما يفعله، وكل تحركاته، تثير الآن ردود فعل ومعارضة. وزير الداخلية موشيه أربيل يقود هجوم الحزب ضد بن غفير، ويتفق رئيس الحزب أرييه درعي وأعضاء آخرون في الحزب مع هذا النهج. سارع أربيل يوم أمس إلى نشر رسالة تنتقد بن غفير، ولم يستخدم هذه المرة أسبابا دينية ضد زيارة الحرم القدسي، لكنه تحدث مباشرة عن الدول العربية السنية، التي لا تزال ترغب في التحالف معنا. وقال أربيل: (على رئيس الوزراء نتنياهو أن يتحرك فورا لوضع السيد بن غفير في مكانه بشأن كلماته هذا الصباح أيضا فيما يتعلق بالحرم القدسي. كلماته غير المسؤولة وضعت على المحك تحالفات إسرائيل الاستراتيجية مع الدول الإسلامية التي تشكل تحالفا في الحرب ضد محور الشر الإيراني. افتقاره إلى الحكمة قد يؤدي إلى إراقة الدماء). ولم يبقى بن غفير صامتا، ووصف أربيل بأنه (متملق لا يكل لليسار، والذي يلقنه بن كاسبيت واليسار المتطرف الكلام، الأحول منذ يوم دخوله الكنيست إلى منصب القاضي الأعلى. إنه متملق لا يكل لليسار، وللعرب، وللنظام القضائي، وفي حالة الحرم القدسي، أيضا لحماس والأوقاف. مجرد اتهامه المستمر لليهود يخلق خطرًا أمنيًا. لقد اختار ناخبو شاس اليمين وحصلوا على موشيه ميريتس أربيل) ولكن عندما يُسأل مسؤولو شاس لماذا لا يستخدمون سلطتهم السياسية بشكل أكثر مباشرة للتأثير على رئيس الوزراء – لماذا لا يحذرونه، ويضغطون عليه، ويطالبونه باتخاذ إجراءات، وليس مجرد الكلام – يقدم شاس موقف سياسي لامبالي. فقال الحزب لموقع (زمان إسرائيل الشقيق) هذه حكومة نتنياهو، ليتعامل معها بنفسه. يواجه حزب شاس صعوبة في تقييم مستقبل الحكومة في هذه المرحلة. فمن ناحية، رفض نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش إعداد ميزانية لعام 2025 يشير إلى أن نهاية الحكومة تلوح في الأفق. ومن ناحية أخرى، وبسبب العطلة الطويلة التي ستنتهي بعد شهرين، فمن المستحيل إجراء حسابات سياسية اليوم. فقط عندما يعود الكنيست إلى الجلسة الشتوية في نهاية أكتوبر 2024، سيعيد أعضاء شاس تقييم مكانة الحكومة الحالية. بكلمات أخرى، على الرغم من أن قادة شاس يدركون خطورة خروج بن غفير عن السيطرة وتعريضه البلاد بأكملها للخطر، إلا أنهم يجلسون بصمت ولا يهزون الأوضاع”؟!

في مقاطع مصورة مترجمة إلى اللغة العربية:

حاخامات القدس يدينون الصلاة اليهودية في الحرم القدسي

وجاء الموضوع الثالث تحت هذا العنوان وتضمّن: “بعد أن قال بن غفير إن السماح للصلاة اليهودية في الموقع المتنازع عليه هو “سياسته” المعتمدة، على الرغم من نفي رئيس الوزراء، انتقد الزعماء الروحيون (الهوامش المتطرفة)، وأكدو فتوى تحظر دخول اليهود إلى الموقع. اصطف زعماء دينيون يهود يوم الأربعاء لإدانة إعلان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يوم الثلاثاء أن (سياسته) هي السماح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي، حيث أكد الحاخامات الأرثوذكس على فتوى شرعية يهودية تقضي بعدم السماح لليهود حتى بدخول الموقع المقدس. أكد خمسة حاخامات بارزين في القدس علنا الفتوى التقليدية ضد الصلاة في الموقع، من خلال بيان مصور للحاخام الأكبر السفاردي السابق  يتسحاق يوسف، بالإضافة إلى تصريحات من الحاخامات أفيغدور نيبينزال، وشموئيل بتسلئيل، وسيمحا رابينوفيتش، ودافيد كوهين. تم بث دعوات الحاخامات مع ترجمة باللغة العربية على موقع (بانيت)، الذي يلبي احتياجات الأقلية الناطقة بالعربية في إسرائيل. وذكر موقع (واينت) الإخباري أن هذا جاء بناء على طلب من رئيس بلدية القدس موشيه ليون ومسؤولين أمنيين، الذين أرادوا تهدئة المخاوف لدى الجمهور العربي بشأن تغييرات في الوضع الراهن الحساس في الحرم القدسي ومحاولات اليهود للحصول على سيطرة أكبر على الموقع، وهو ما تنفيه إسرائيل الرسمية منذ فترة طويلة”؟!

وتابع: “ويحظر الحاخامات منذ فترة طويلة الدخول إلى الحرم القدسي، حيث يعتقد اليهود أن الهيكلين القديمين كانا قائمين ذات يوم، بسبب مخاوف من السير على أرض مقدسة وتدنيسها. إن حكم الحاخامية يتوافق مع ترتيب الوضع الراهن الذي غالبا ما يتم بموجبه تقييد وصول اليهود ومنع الصلاة في الموقع. في السنوات الأخيرة، سمحت السلطات بعدد متزايد من الزيارات من قبل اليهود، والتي كانت نادرة في السابق والآن تصل إلى الآلاف سنوياً. وفي مقطع الفيديو الذي نشره، قال الحاخام الأكبر السابق يوسف: (لا تنظروا إلى الوزراء المعنيين على أنهم يمثلون شعب إسرائيل. فهم لا يمثلون شعب إسرائيل)، وأضاف مخاطبا: (دول العالم): (الرجاء تهدئة الأمور. نحن جميعا نؤمن بإله واحد، ونريد السلام بين الأمم. لا ينبغي لنا أن نسمح للهوامش المتطرفة بقيادتنا)؟!

وأضاف: “يوم الثلاثاء، أعلن بن غفير أن “سياسته” هي السماح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي، حيث سجد المصلون اليهود علانية في الموقع وصلوا بصوت عال في مشاهد غير مسبوقة. وكان تصريحه، الذي جاء في ذكرى خراب الهيكل (تشعاه بآف)، هو المرة الثالثة التي يدلي فيها الوزير اليميني المتطرف بمثل هذا الادعاء أثناء جولته للمسجد الأقصى، حيث اضطر مكتب رئيس الوزراء مرارا إلى إصدار نفي بأن هذه هي سياسة إسرائيل. وقال مكتب رئيس الوزراء يوم الثلاثاء: (إن الحادث الذي وقع صباح اليوم في جبل الهيكل هو انحراف عن الوضع الراهن. إن سياسة إسرائيل في الجبل الهيكل لم تتغير)، مستخدما التسمية اليهودية للحرم القدسي. وذكرت القناة 12 يوم الثلاثاء أن زعيم المعارضة يائير لبيد تحدث مع زعيم حزب (شاس) أرييه درعي لأول مرة منذ نحو 10 سنوات للتعاون معه في صياغة قرار يؤيد الفتوى الشرعية اليهودية التي أصدرها الحاخام الأكبر الراحل عوفاديا يوسف والذي حظر فيها الصلاة في الموقع. وأفادت التقارير أن درعي، الذي يقود حزب (شاس) الحريدي المتدين، الذي أسسه عوفاديا يوسف، أبلغ لبيد أنه سيدعم القرار، الذي سيتم اقتراحه بعد عودة الكنيست من عطلتها الصيفية في نهاية أكتوبر. وقد انهالت الانتقادات لزيارة بن غفير من كل الاتجاهات، بما في ذلك من الزعماء العرب والغربيين، وأعضاء المعارضة، والمشرعين المتدينين الحريديم الذين هم شركاء بن غفير في الائتلاف ولكنهم يتبعون الفتوى التقليدية التي تقيد الدخول إلى الحرم. في مقال على الصفحة الأولى نُشر صباح الأربعاء، دعت صحيفة مؤثرة متحالفة مع حزب (يهدوت هتوراة) الحزب الحريدي إلى إعادة النظر في مكانه في الحكومة، مدعية أن بن غفير (عرض حياة اليهود للخطر) بزيارته”؟!

وختم بالقول: “وفي الوقت نفسه، عارض العديد من أعضاء الكنيست من حزب (لليكود)، الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء وكذلك لبيد ودرعي، وأيدوا موقف بن غفير. وقال عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هليفي في بيان له مساء الثلاثاء: (حتى مشروع قرار لأعضاء الكنيست من حزبي شاس ويش عتيد معا لن يجعل هذه الميتسفا (وصية) العظيمة محظورة. وأضاف: (في ظل الظروف الحالية، حيث تم اختطاف قدس الأقداس وتحويله إلى بؤرة تدعو باسم الله، إذا جاز التعبير، إلى القتل والهمجية، فمن المهم بشكل مضاعف الصعود إلى الجبل وإعادته إلى أصحابه الشرعيين. ودافع أعضاء آخرون في الكنيست من حزب الليكود عن الصلاة اليهودية في الموقع باسم المساواة. وقال عضو الكنيست بوعز بيسموت (لقد حان الوقت لوقف التمييز ضد اليهود في 2024)، واصفا الصلاة اليهودية في الحرم القدسي بأنها مثال على (شرق أوسط دون تمييز وعنصرية). في مقابلة مع إذاعة الجيش يوم الثلاثاء، ردد عضو الكنيست عن الليكود، نيسيم فاتوري، تصريحات مماثلة قائلا: (يُسمح لجميع الأديان بالصلاة في أي مكان في القدس – بهذه الطريقة حافظنا دائما على الوضع الراهن وسيتعين على المسلمين قبول ذلك”؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى