تقارير

لماذا تخاف إسرائيل من دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة؟

محظور قبول الوضع الذي يملي فيه الجيش شكل التغطية للصحافيين. على إسرائيل أن تسمح بدخول الصحافيين إلى القطاع كي يتمكن الجميع من فهم ما يجري هناك على نحو أفضل وكي يكون ممكناً تبديد ضبابية الحرب ولو قليلاً”.

في افتتاحيّتها يوم 12/9 الجاري ذكرت هيئة تحرير “هآرتس” أنه: “بعد 11 شهراً من بداية الحرب، يمكن القول إنه لم تعد صالحة تلك الملابسات التي عللت من خلالها إسرائيل منع دخول وسائل الإعلام إلى قطاع غزة، وأن عليها الآن أن تسمح بدخول صحافيين أجانب كي يتمكنوا من تغطية أنباء الحرب كما يجب. إن تحكم إسرائيل بالمداخل إلى قطاع غزة والذي اشتد منذ احتلال رفح، يجعل القطاع مكاناً لا يمكن فيه لصحافي أجنبي أن يطأه دون إذن الدولة. فحظر دخول الصحافيين الأجانب دون مرافقة من الجيش الإسرائيلي إنما يمس بقدرة التغطية المستقلة وبحق الجمهور في البلاد والعالم لمعرفة ما يجري في القطاع. إن مهمة الصحافي هي أن يكون في الميدان، وأن يتحدث مع الجمهور مباشرة وليس مع من ينوبون عنه فقط، وأن يشعر بالأجواء ويبلغ بما يجري. لا يمكن تشبيه التغطية المباشرة من الميدان بتقرير طرف ثالث، بمقابلات هاتفية وبتحليل الأحداث من خلال أفلام فيديو أو صور. حين تمنع إسرائيل الصحافيين من الدخول إلى القطاع فهي لا تمنعهم فقط من التبليغ عن فظائع القتال، بل وتمنعهم أيضاً من فحص ادعاءات حماس في الزمن الحقيقي، الأمر الذي هو مصلحة إسرائيلية صرفة. عندما تمنع إسرائيل مراسلين أجانب من تغطية ما يجري في غزة، نجدنا ملزمين بالسؤال: ما الذي تخفيه الدولة؟ ما الذي تكسبه من منعها دخول صحافيين إلى هناك”؟

وتتابع الافتتاحية: “إن نتيجة منع الصحافيين الأجانب تفضي لزيادة مهمة التبليغ على كاهل صحافيين فلسطينيين هم أصلاً يعانون في واقع الأمر من الحرب وظروفها الصعبة. وحسب معطيات لجنة حماية الصحافيين، فإن 111 عاملاً في الإعلام وصحافياً فلسطينياً قتلوا في أيام الحرب (ثلاثة منهم، بزعم الجيش الإسرائيلي، كانوا نشطاء من حماس أو الجهاد الإسلامي) وهو ما يستوجب دخول صحافيين آخرين إلى القطاع بشكل عاجل. وعلى أي حال، في زمن الحرب أهمية كبرى بالذات لإدخال صحافيين ليسوا طرفاً في النزاع: أناس يمكنهم تغطية ما يجري دون الخشية من أن يكونوا خاضعين لضغوط مجتمعهم أو حكومتهم. في الحرب، اليوم بالذات، تبدو الصورة مصطنعة في زمن الذكاء الاصطناعي، فإن مهمة الصحافيين في الميدان أهم من أي وقت مضى”.

وتخلص الافتتاحية بالقول: “لا يوجد ما هو حقيقي في ادعاء الجيش بأن دخول صحافيين مع قواته سيكون بديلاً مناسباً لصحافيين يعملون بخدمة أنفسهم. فلا يوجد حقاً بديل عن دخول مستقل، يكون للصحافيين فيه الحق في التحدث بحرية مع سكان المكان، والنقل إلى مناطق لا يزال للجمهور والإعلام اهتمام بها. محظور قبول الوضع الذي يملي فيه الجيش شكل التغطية للصحافيين. على إسرائيل أن تسمح بدخول الصحافيين إلى القطاع كي يتمكن الجميع من فهم ما يجري هناك على نحو أفضل وكي يكون ممكناً تبديد ضبابية الحرب ولو قليلاً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى