
محللون إسرائيليون: ترامب لا يدرك عواقب تصريحاته باستئناف الحرب على غزة إسرائيل دفعت حماس لتعليق دفعة تبادل الأسرى المقبلة
“علينا أن نُبدي ضبط نفس من أجل إنهاء المرحلة الأولى حتى نهايتها ولا يوجد سبب حقيقي لوقف استمرار ذلك حالياً. ترامب ونتنياهو يلعبان بالنار. نتنياهو يخشى جداً من إحداث تناقضات بينه وبين البيت الأبيض، ومن أن ينقلب ترامب عليه. يطلق ترامب تصريحات من دون التفكير بعواقبها. وسموتريتش يقصد فعلاً أن يدخل الجيش إلى القطاع، وترامب يساعده وبذلك يضع صعوبات أمام نتنياهو. المماطلة الإسرائيلية، إلى جانب إعلان ترامب عن خطة تهجير الغزيين، والتصريحات الحربجية لسموتريتش، تنشئ شعوراً لدى حماس بأن إسرائيل تخطط لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة، وبعد ذلك إسرائيل ستشن معركة كبيرة في القطاع كله. إسرائيل هي المسؤولة عن عرقلة محتملة لاستمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. نتنياهو أُستدرج إلى المرحلة الأولى رغماً عنه، وفي الأيام الأخيرة، وقبل إعلان حماس، حاول نتنياهو تخريب المفاوضات وبالأساس منع الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي وافق عليها مبدئياً. إسرائيل خرقت الاتفاق، هناك التخوف من أن المرحلة الثانية لن تخرج إلى حيز التنفيذ. سموتريتش يكرر التصريح بأنه لن تكون هناك مرحلة ثانية، ونتنياهو لا يلجمه ولا يعتزم تطبيق المرحلة الثانية من الصفقة”.
“ترامب ونتنياهو يلعبان بالنار. هل هناك ما يمكن أن تخسره حماس؟ ماذا ستفعل “إسرائيل والولايات المتحدة إذا رفضت تحرير جميع المخطوفين يوم السبت؟ ولنفترض أن هجوم الجيش الإسرائيلي في القطاع سيُستأنف، هل سيؤدي إلى انتصار بالضرورة؟” بهذه المقدمة نشر موقع “عرب 48” اليوم 12/2 الجاري قراءة تحليلية لما تتناقله وسائل الإعلام في “الكيان” تحت عنوان” محللون إسرائيليون: ترامب لا يدرك عواقب تصريحاته باستئناف الحرب على غزة”، والذي جاء فيه: “وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم، الأربعاء، البيانات الصادرة، أمس، عن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، و(مسؤولين سياسيين)، في أعقاب اجتماع الكابينيت السياسي – الأمني، وإثر تهديدات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأنه في حال عدم إفراج حماس عن (جميع المخطوفين) حتى الساعة 12:00 من ظهر السبت المقبل، وإلا سيتوقف وقف إطلاق النار، بأنها (مثيرة للبلبلة). وحذر المحللون من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بعد إعلان حركة حماس، أول من أمس، عن تأجيل دفعة تبادل الأسرى، السبت المقبل، بسبب الخروقات الإسرائيلية للاتفاق. ونقلت القناة 12، اليوم، عن مسؤول إسرائيلي (مطلع على الاتصالات مع حماس)، تحذيره من انهيار المرحلة الأولى الحالية للاتفاق. وقال إنه (سنواصل تنفيذ الصفقة بشكلها الحالي إذا حررت حماس 3 مخطوفين، لكن الخطاب حول إنذار بإعادة جميع المخطوفين حتى السبت، إلى جانب حقيقة أنه لا تجري محادثات حول المرحلة المقبلة من الاتفاق، يضع استمرار المرحلة الحالية في خطر. ونحن في يوم حاسم حيال مصير الصفقة كلها). وأفادت القناة بأن مسؤولين كبار في جهاز الأمن الإسرائيلي نقلوا رسالة إلى المستوى السياسي، أمس، وجاء فيها أن (علينا أن نُبدي ضبط نفس من أجل إنهاء المرحلة الأولى حتى نهايتها. ويحظر أن نوقف ديناميكية إعادة المخطوفين. هذه الآلية تعمل، والوسطاء يكفلون الاتفاق ولا يوجد سبب حقيقي لوقف استمرار ذلك حالياً). وأضافت القناة أن الجيش الإسرائيلي أيضاً نقل رسالة إلى المستوى السياسي، جاء فيها أنه (لدينا أدوات هجومية كبيرة، ونضع أمامكم كافة الإمكانيات. وينبغي إدراك كيفية تطور الأمور، وأخذ تصريح الرئيس ترامب وأن نستغله بأفضل شكل من أجل تحرير أكبر عدد ممكن من المخطوفين. وإذا لم يحدث تقدم يعيد الصفقة إلى مسارها، فإنه ينبغي اتخاذ قرارات). لكن في هذه الأثناء، يستعد الجيش الإسرائيلي مجدداً لاستدعاء واسع لقوات الاحتياط، يشمل عدداً من الفرق العسكرية، في حال تقرر استئناف الحرب على غزة. وأشار المحلل العسكري في صحيفة (هآرتس)، هاموس هرئيل، إلى أقوال ترامب المتتالية (بمثابة قوة طبيعية لا يمكن رصدها أو إدارتها)، بمعنى التعامل معها. وتساءل هرئيل حول شكل طريقة العمل مقابل حماس. (وهل بالإمكان، من خلال إظهار قوة ملائمة، ابتزاز تغيير مواقف منها؟ والتنبؤ بخطوات ترامب لم يعد يبدو أنها مهمة للمحللين أو لعناصر الاستخبارات، وكذلك احتمالات النجاح نفسها سيحققها المنجمون وقارئو الفنجان). ورأى هرئيل أن ترامب ونتنياهو (يلعبان بالنار)، ولفت إلى أنه (يجب التقدير في المرحلة الحالية كيف ستتصرف حماس على إثر الإملاء الأميركي الجديد. هل هناك ما يمكن أن تخسره هذه الحركة؟ ماذا ستفعل إسرائيل والولايات المتحدة إذا رفضت؟ ولنفترض أن هجوم الجيش الإسرائيلي في القطاع سيُستأنف، هل سيؤدي ذلك بالضرورة إلى انتصار إسرائيلي؟ إذ بخلاف مطلق لتعهدات نتنياهو، لم يُنجز أي انتصار مطلق على حماس في جميع أشهر الحرب. لماذا علينا أن نفترض أنه سيُنجز انتصاراً كهذا الآن، وكم من المخطوفين الذين ما زالوا على قيد الحياة سيقتلون في الطريق إلى هناك؟). وأضاف أن التقديرات السابقة كانت تدعي أن وجهة ترامب نحو تسوية إقليمية جديدة، إلا أن (خطواته الأخيرة من شأنها أن تدل على أنه توصل إلى استنتاج أن حماس هي عقبة محتملة أمام خططه، وأنه من الأفضل أولاً أن تزيح إسرائيل حماس من الطريق في القطاع، قبل أن يبدأ ترامب في تحقيق رؤيته في الشرق الأوسط). وتابع أنه (من الجائز أنه من خلال تهديداته، يمهد ترامب لنفسه بإعطاء ضوء أخضر لنتنياهو بالتخلص من استمرار صفقة المخطوفين والعمل أولا على تحطيم حماس. لكن يبدو أن ترامب ونتنياهو تأخرا بتذكرهم العمل على ذلك. وفي الطريق إلى هناك، قد يموت عشرات المخطوفين ومعهم عدد كبير من الجنود الإسرائيليين والمواطنين الغزيين. وليس واضحاً إلى أي مدى هذا الأمر يقلق ترامب أو نتنياهو، إذا كان يقلقهم ذلك أصلاً). بدوره، اعتبر المحلل الأمني والعسكري في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، رون بن يشاي، أن البيانات (المثيرة للبلبلة) الصادرة عن نتنياهو، أمس، (تدل على الضغوط التي يتعرض لها. ونتنياهو يحاول السير بين القطرات، ضغوط ترامب وسموتريتش وعائلات المخطوفين والرأي العام الإسرائيلي). وأضاف أن (حماس بنفسها قالت أول من أمس إنها مستعدة لتحرير المخطوفين كما هو مخطط، يوم السبت، وهددت، يوم الإثنين، بتأخير تحريرهم كي يكون وقتا كافياً لدى الوسطاء من أجل إعادة الصفقة إلى مسارها. لكن الأوراق اختلطت مع تصريحات ترامب في الليل، والتي طالب فيها بتحرير جميع المخطوفين حتى ظهر السبت وإلا ستفتح أبواب جهنم). وتابع بن يشاي أنه (بالرغم من أن ترامب اقترح ذلك على الحكومة الإسرائيلية ولم يضع خطاً واضحاً، فإنه أدخل نتنياهو إلى مشكلة مقابل الجناح اليميني – الخلاصي في الائتلاف، لأنه لا يمكنه أن يظهر أقل صقرية ـ تطرفاً ـ من ترامب). وبحسبه، فإن (الوضع الميداني الحقيقي هو أنه إذا بدأت إسرائيل عملية عسكرية شديدة في القطاع، فإن قسما من المخطوفين على الأقل سيُستهدفون. ويقول ذلك كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين أيضاً. ولذلك بالإمكان التقدير أنه حتى يوم الجمعة سيتم حل الأزمة بطرق دبلوماسية). وأشار بن يشاي إلى أن (نتنياهو يخشى جداً من إحداث تناقضات بينه وبين البيت الأبيض، ومن أن ينقلب ترامب عليه مثلما فعل بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في العام 2020. ونتنياهو يخضع لضغط من اليمين – الخلاصي ومن واشنطن، حيث يطلق ترامب تصريحات من دون التفكير بعواقبها. وسموتريتش يقصد فعلاً أن يدخل الجيش إلى القطاع، وترامب يساعده وبذلك يضع صعوبات أمام نتنياهو)”.
وتحت عنوان ” محللون إسرائيليون: إسرائيل دفعت حماس لتعليق دفعة تبادل الأسرى المقبلة” نشر الموقع أمس 11/2 الجاري، قراءة أخرى أشار فيها إلى أن “المماطلة الإسرائيلية، إلى جانب إعلان ترامب عن خطة تهجير الغزيين، والتصريحات الحربجية لسموتريتش، تنشئ شعورا لدى حماس بأن إسرائيل تخطط لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة، وبعد ذلك إسرائيل ستشن معركة كبيرة في القطاع كله. أشار محللون إسرائيليون، بشكل صريح أو بالتلميح، اليوم الثلاثاء، إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عن عرقلة محتملة لاستمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في أعقاب إعلان حركة حماس، أمس، عن تعليق تنفيذ دفعة تبادل الأسرى، السبت المقبل، بسبب الخروقات الإسرائيلية، وأن إعلان حماس ليس مفاجئاً وإنما كان متوقعاً. واعتبر محلل الشؤون الأمنية في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، رون بن يشاي، أن حماس لا تعتزم إلغاء الاتفاق، وإنما الحصول على (تنازلات مختلفة من إسرائيل والوسطاء)، وأن حقيقة أن إعلان حماس جاء في بداية الأسبوع، (يُبقي وقتاً كافياً للأميركيين وإسرائيل لإجراء مفاوضات معها، وفي نهايتها ستتراجع حماس عن قرارها وتستوفي شروط الاتفاق، أي ستحرر مخطوفين السبت المقبل). وانتقد بن يشاي إعلان وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، (الذي سارع إلى التهديد بعملية عسكرية، وببيان أجوف بأنه أوعز للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لأي سيناريو). وأضاف أنه (بدلا من إطلاق تصريحات، ينبغي استيضاح قضيتين. الأولى، ما الذي تحاول حماس تحقيقه، وما إذا بالإمكان إنهاء الأزمة من دون السماح لحماس بخرق إطار الاتفاق وتحقيق منافع أو انتصارات إدراكية أخرى). وألمح بن يشاي إلى مسؤولية إسرائيل في الأزمة الحاصلة، بأنه (بالإمكان التقدير أن حماس أعلنت عن إلغاء تحرير المخطوفين السبت المقبل، لأنها خائفة جداً مما تعدّه إسرائيل والولايات المتحدة ضدها في المرحلة الثانية من الصفقة)، بعدما امتنعت إسرائيل عن تنفيذ التزامها ببدء المفاوضات حول المرحلة الثانية الذي كان من المقرر أن تبدأ يوم الإثنين من الأسبوع الماضي، (وحتى أنه لم يُعقد اجتماع للكابينيت السياسي – الأمني)، بينما أوعز رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، للوفد الذي توجه إلى قطر، الأسبوع الحالي، بعد التفاوض حول المرحلة الثانية. وأشار إلى (المماطلة الإسرائيلية، إلى جانب إعلان الرئيس ترامب عن خطة الإخلاء والإعمار (تهجير الغزيين)والتصريحات الحربجية لوزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، تنشئ شعورا لدى حماس – غزة بأن إسرائيل تخطط لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة والإفراج عن المزيد من المخطوفين. وبعد ذلك، وفقا لتقديراتهم، إسرائيل ستشن معركة كبيرة في القطاع كله، انطلاقاً من الإدراك بأن حماس تحتجز عدداً أقل من المخطوفين على قيد الحياة، ولن تشكل عليهم خطراً كبيراً، الأمر الذي سيسمح لها استخدام كامل القوة. وأضاف بن يشاي أن (هذا التفكير يتلاءم جيداً مع التهديد بعدم تحرير المخطوفين الثلاثة الباقين على قيد الحياة، السبت المقبل. وهذا ليس فقط مسدساً بالإمكان إخراجه من الدرج والتهديد به، وإنما باستخدامه فعلياً أيضاً إذا أظهرت إسرائيل إصراراً، ولا تبدأ بمفاوضات حول المرحلة الثانية للصفقة. وفي هذه الحالة، قد تؤخر حماس الصفقة، انطلاقاً من الإدراك بأن إسرائيل لن تفعل ذلك، مثلما فعلت في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، عندما استأنفت الحرب، بعد أسبوع من وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى). من جانبه، أفاد المحلل العسكري في صحيفة (هآرتس)، عاموس هرئيل، بأن مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي حذروا، مؤخراً، من إمكانية تعليق تنفيذ الاتفاق من جانب حماس. (ففي غزة رأوا التطورات بين إسرائيل وواشنطن. وإذا كانت إسرائيل تصرح أصلا أنها لا تعتزم التقدم نحو المرحلة الثانية، فلماذا ستكون مصلحة لدى حماس بالتنازل عن مزيد من أوراق المساومة، بالنسبة لها، وتحرر مخطوفين آخرين؟). ولفت في هذا السياق إلى أن (نتنياهو أُستدرج إلى المرحلة الأولى رغماً عنه، بسبب ضغوط مورست عليه من جانب ترامب والثرية مريم أدلسون ـ ناشرة صحيفة يسرائيل هيوم ـ وجهاز الأمن والجمهور الإسرائيلي. وفي الأيام الأخيرة، وقبل إعلان حماس، حاول نتنياهو تخريب المفاوضات وبالأساس منع الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي وافق عليها مبدئياً، لكن لم يتم الاتفاق على مبادئها. وقد أبعد رؤساء أذرع الأمن عن مواصلة إدارة المفاوضات حول الصفقة، واستبدلهم بالوزير المقرب منه، رون ديرمر). وحسب هرئيل، فإن (السؤال المركزي ليس كيف سيتصرف نتنياهو أو حماس، وإنما ماذا سيفعل ترامب. وفي الفترة القريبة سيخيم مقترحه لتهجير الفلسطينيين، لكن في هذه الأثناء يصعب رؤيته يتقدم. وترامب يتأرجح حاليا بين قطبين آخرين: ضغوط نتنياهو من أجل أن يتمكن من الخروج من الصفقة والعودة إلى الحرب في نهاية المرحلة الأولى، وثمة من يقول أن نتنياهو عاد من واشنطن مع تعهد في هذا الاتجاه، وفي مقابل ذلك الضغوط التي تمارسها أدلسون التي لديها خط مفتوح مع ترامب، وعائلات المخطوفين).بدورها، لفتت المراسلة السياسية لموقع (زمان يسرائيل) الإخباري، طال شنايدر، إلى أن (إسرائيل أيضاً خرقت الاتفاق، وبشأن التأخير في إرسال طاقم إلى المفاوضات حول المرحلة الثانية، في اليوم الـ16 للصفقة، لا يوجد خلاف على أنه خرق إسرائيلي). وأضافت أنه (في الخلفية، هناك التخوف من أن المرحلة الثانية لن تخرج إلى حيز التنفيذ. وفي هذه الحالة، حماس قد تفقد المحفز لاستكمال المرحلة الأولى من الصفقة). وتابعت شنايدر أن (سموتريتش يكرر التصريح بأنه لن تكون هناك مرحلة ثانية، ونتنياهو لا يلجمه أو يصحح أقواله. ومراسلون إسرائيليون الذين تواجدوا في واشنطن، نهاية الأسبوع الماضي، أفادوا بأن نتنياهو لا يعتزم تطبيق المرحلة الثانية من الصفقة). وشددت على أنه (إذا استمر نتنياهو في التلميح إلى أن الحرب ستُستأنف في 6 آذار/مارس، ستتزايد الاحتمالات لأن يقود هذا الأمر إلى انهيار الصفقة في المرحلة الأولى. والسؤال هو أي ضغوط سيمارسها ترامب على نتنياهو، ومن الجهة الأخرى ضغوط قطر على حماس”.