صحافة ورأي

خاص “ماتريوشكا نيوز”: السيانيم.. الدراع الأخطر لـ “إسرائيل”

اليوم حديثنا سيكون حول السيانيم، الطابور الخامس في خدمة “إسرائيل”. فسيانيم مفرد سيان هي كلمة عبرية تعني المساعد، إذن هم يهود يعيشون خارج “إسرائيل” مجندون من قبل الموساد ويقدمون مساعدات له، فجهاز الموساد لديه خلية اسمها حرب الدعاية، وهؤلاء السيانيم هم حوالي خمسين ألف حول العالم، من ثلاث إلى أربعة آلاف في فرنسا، ثلاثة آلاف في بريطانيا، ومن عشرة إلى خمسة عشر ألف في الولايات المتحدة الأمريكية متمركزين في نيويورك من أجل المالية وفي لوس أنجلوس من أجل الإعلام والتلفزيون..

كيف يتم تجنيدهم؟ هذا سهل؛ فهناك ماسونية يهودية دولية ربما سمعتم عنها اسمها “همنايبريد” وتعني أبناء الحلف والتي تجمع نصف مليون عضو حول العالم مخصصة لليهود، وبالطبع كل من ينتمي إلى هذه الماسونية هم من ذوي النفوذ العالي ولو بالمساهمات المالية العالية، حتى مستوياتهم فتمتد من الشريحة المتوسطة إلى برلمانين، مدير بنك…

يمكنكم أن تتخيلوا شريحة هؤلاء النصف مليون المنتمين لهذه المنظمة التي غايتها الأساسية هي الدفاع عن “إسرائيل”، وعندما يحتاج الموساد إلى أحدٍ ما فيذهب لأبناء الحلف ويبحث في القائمة ويسأل المعني هل تريد أن تصبح سيان؟ وهذا الأخير سيتشرف بهذا المنصب.

وهؤلاء السيانيم أين هم؟ هنا النقطة الأساسية، السيانيم يعملون وحياتهم طبيعية ويعيشون حياتهم الطبيعية، مثلا في فرنسا فهم ينتمون إلى كل شرائح المجتمع، ما يعني أنهم في القناة الثانية والأولى من التلفزيون الفرنسي، موجودون في بلدية ليون، في الجيش، في البنوك، ما يعني أنهم يهود يحتلون مناصب مهمة ويتعاونون وينقلون الأخبار للموساد، ومن الممكن أن يساعدو اذا كان مجال عملهم في البنوك أن ينقلوا أخبار البنوك والتحويلات المالية التي تتعلق بأشخاص من الممكن أن يكون لهم أهمية، مثلا عرب من الخليج أو العراق أو مصر أو مشتبه بهم أو أسماء مندرجة في قائمة الإرهابيين: وللعلم فإن المجلس الممثل للمؤسسات اليهودية في فرنسا هو CRIF  ولكنه لا يملك سلطة مطلقة بل السيانيم من لديهم هذه السلطة، والفكرة هنا أن الشعب الفرنسي لا يعلم إن هناك سيانيم في فرنسا، ما يعلمه هو أن القرار جاء من داخل الخطوط الجوية الفرنسية التي قامت بإنشاء لائحة سوداء مثلاً.

لنتوقف قليلا، موظف فرنسي عادي لماذا سيقوم بعمل لائحة سوداء؟ لن يقوم شخص يشغل منصب مدير في هذه الشركة بشكل عفوي ومن تلقاء نفسه بعمل هذه اللائحة، لأنه ليس من ثقافة الفرنسي أن يقوم بذلك، الموظف العادي لن يقوم بذلك لكن بالجانب المقابل اليهودي، السيان الذي يعمل في الخطوط الجوية الفرنسية يمكنه فعل ذلك، وهنا على سبيل المثال سأروي لكم حدثين طريفين، هناك شخص كتب كتاب عن السيانيم، اسم الكاتب جوردن توماس، كتب التاريخ السري للموساد، السيانيم لهم مكانة جدا مهمة وهذه هي قوة الموساد.

فيكتور أوسكورفسكي الذي كان عميلا للموساد ولجأ إلى لندن يروي لنا هذه القصة الطريفة، يقول إن فرنسا والعراق وقعا إتفاق لإنشاء مفاعل نووي في بغداد وكان هناك العشرات من العلماء العراقيين حضروا لسانكلي للتدريب، الموساد الذي كان على علم بذلك قرر أن يحصل على ملفاتهم، جهاز المخابرات سيبحث ويتساءل كيف سأحصل على هذه الملفات، هل سأقتحم المكان بالقوة أو ابحث عن رشوىة موظف، سيستغرق وقتا الموضوع، والموساد لن يبذل أي جهد عنده، فهناك سيان بالداخل يكلمه ليقوم الأخير بنسخ الملفات وتقديمها. مثال آخر، هناك جامعة باريس ثمانية تريد أن تنظم ملتقى حول فلسطين وبالصدفة هناك سيانيم في مجلس الإدارة.

السيانيم CRIF يتصرفون ولا يحتاج أن يتدخل، السيانيم أنفسهم مباشرة بل يتخذوا القرار ويبادر مجلس الإدارة بقرار رسمي وهذه عملية سياسية ليس علينا فعل ذلك كسيانيم مباشرة. هذا ما يعطي القوة لهؤلاء السيانيم، لا تستخفون بأي مؤسسة في المجتمع حتى عند الماسونية هم موجودون.

وهناك عريف بالجيش الصهيوني المحتل خُطف من قبل حركة حماس، اسمه أصبح الحديث العام والخاص في كل وسائل الإعلام العالمية وحتى العربية، في تقديري أسبوع واحد بعد ذلك الجميع كان يعرفه حتى في آخر بلدة في عمق فرنسا، لا أحد كان يجهل أن هناك جلعاد شاليط تخيلوا سجين إسرائيلي في يد حركة حماس ووالده ليس سوى موظف صغير يسكن في بلدة صغيرة غير معروفة، في أسبوع واحد فقط أصبح شخصية عالمية، بمعنى التقى مع ساركوزي، ميركل، أوباما، بوش، الأمين العام للأمم المتحدة، بابا الفاتيكان، لنتمهل قليلا تخيلوا لو كان جنيرال فرنسي لم يكن ليحظى بكل هذا، جنيرال أمريكي لن يحظى حتى هو بهذا الاهتمام، تخيلوا معي قليلا موظف بسيط إسرائيلي يصبح المحاور الخاصة لنخبة العالم. هذه قوة السيانيم الموجودون في كل مكان أو بالأحرى يعملون في مناصب مهمة في وزارات كألخارجية والداخلية والبرلمان.. هم يعملون، يمكنون والد جلعاد شاليط من الاستقبال من قبل ابرز الشخصيات العالمية، لا نعلم، ليس CRIF من يقوم بهذا، هذا عمل عليه خلسة، سري جانبي لا يلفت الأنظار وقوة الايديولوجية الصهيونية في فرنسا والدول الأخرى تكمن هنا، لنعود الى جلعاد جاليط، في الأسبوع التالي بعد خطفه، قوات الاحتلال الصهيوني خطفت 45 شخصية من حماس، شخصياتٍ ما، يعني وزراء، نواب برلمان، رؤساء بلديات، آباء عائلات. لم تكن لهم اي علاقة بألخطف، من قبل تكلمنا على الحجز الاداري هذا معنى الحجز الاداري، الشرطة تطرق بابك وتحتجزك، تصدر قرار حجز إداري بستة أشهر بدون محاكمة، بدون السماح لمحامي بألحضور مع المحتجز، بدون زيارات، بدون اي شيء، نحن نحتجزك ببساطة. هل سمعتم عن اسم واحد من هؤلاء، واحد فقط من 45؟ لا أحد. وبالمقابل جلعاد شاليط لم يتوقفوا عن ذكره، شخصيات سياسية من حماس خطفوا كما كانت تقوم بذلك ألمانيا في فرنسا، الاحتلال النازي كان هكذا، عندما كان هناك مظهر مقاومة جيش الاحتلال النازي كان يوقف 30 شخص اذا حدث قتل مثلاً تعدم الثلاثين كلهم هكذا كان الوضع. تم اختطاف جندي من جيش الاحتلال الصهيوني تُخطف 45 شخصية دون محاكمة او اي شيء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى