في موقف متمايز ويقع على نقيض مواقف الدول الغربية حيال الهجوم الإيراني على إسرائيل، أعلنت الخارجية الروسية في بيان رسمي أنها تعتبر أن الهجوم الإيراني على إسرائيل لم يكن اعتداء، بل جاء في إطار حقها المشروع في الدفاع عن النفس، وذلك بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، كون هذا الهجوم قد جاء ردا على هجمات إسرائيلية متكررة على المواقع الإيرانية، بما في ذلك أخيرا قصف قنصليتها في دمشق وتدميرها بالكامل. وقد سبق لروسيا أن أدانت ذاك الهجوم الإسرائيلي.
في غضون ذلك عبرت موسكو عن قلقها الشديد إزاء التصعيد الخطير في المنطقة، ودعت جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وأوضح البيان الروسي أن موسكو حذرت مرات عديدة من أن الفشل في حل الأزمات في الشرق الأوسط، وخاصة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيؤدي إلى زيادة التوتر، وهو ما تقوم به إسرائيل منذ عشرات السنين بدعم مباشر من الغرب، وخاصة الثالوث الأمريكي البريطاني الفرنسي.
في الوقت الذي تسابقت فيه الدول الكبرى للتعبير عن إدانة طهران والتنديد بهجومها الذي كان ردا على اعتداء إسرائيلي صارخ وعلى مبنى يحظى بحصانة دبلوماسية، فالرئيس الأمريكي أعلن بوضوح أنه يدين الهجوم الإيراني، ويقف إلى جانب إسرائيل، ويضمن أمنها، وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أنه يدين بأشد العبارات الهجوم المتهور الذي قامت به إيران على إسرائيل، مؤكدا استمرار دعم بريطانيا لأمن إسرائيل، والرئيس الفرنسي ماكرون أعلن أنه يدين الهجوم غير المسبوق الذي شنته إيران على إسرائيل معتبرا أن هذا الهجوم -وليس قصف القنصلية الإيرانية في دمشق- هو الذي سيزعزع استقرار المنطقة، وأكد تضامنه مع الشعب الإسرائيلي والتزام فرنسا بأمن إسرائيل، الجدير بالذكر أن طهران أوضحت أن هذا الرد لم يكن ليحدث لو لم تعطل فرنسا وبريطانيا تحديدا قرار مجلس الأمن إدانة قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق.