صحافة ورأي

“كيان”شُذّاذ و “جيش” شواذ..!

بقلم فضل المهلوس

بين رابين الذي كان يحلم بأن يبتلع البحر غزة، و”نيكي هايلي” الصهيونية التي تريد حرق غزة على طريقة ثقافتها الهندوسية، وبين “غراهام” المُتصهيَن الذي يريد السّماح لكيانه الصهيوني باستخدام القنابل النووية كما فعل آبائه في مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانية التي تصادف هذه الأيام ذكرى إبادتهما، وبين وزير المالية والاستيطان “سموتريتش” الذي يريد إبادة غزة تجويعاً حتى الموت،وبين وزير الأمن المسؤول قانونياً عن السجون “بن غفير” الذي يستكثر حتى الطلقة في رأس كل معتقل فلسطيني،وبين كبير قضاة الكيان الذي لم يتمكّن من إنفاذ قراره بالتحقيق ـ مجرد التحقيق ـ مع تسعة جنود متهمين بممارسة ليس التعذيب بل وباغتصاب أحد الفلسطينيين المعتقلين في “سديه تيمان” النسخة الإسرائيلية لمعسكر “شوفيتس” البولندي النازي، وتمزيق أحشائه وأمعائه بفوهات البنادق الأمريكية والفرنسية والبريطانية، وفي المستشقى يسرق أطباء الكيان أعضائه وجلده، ثم يعيدوه إلى ذات المعتقل ويسلمونه لذات مغتصبيه التسعة ليكملوا شذوذهم الوحشي ويخرجوه بعد يومين جثة هامدة.. لو سردنا ذلك لأكبر سيناريست لأفلام الخيال العلمي أو أفلام الفانتازيا الهوليودية، هل كان يعتقد أن ذلك قد يخطر على خيال كائن بشري، أو يعلم أنه قد سبق أن خطر في التاريخ الإنساني على عقل بشري سويّ، او حتى ورد على بال أحد نزلاء مستشفيات “المجانين” في العالم . لكنها الحقيقة بأبشع صورها وتجلّياتها، إنه “الكيان الإسرائيلي” الذي زرعه الغرب الاستعماري في فلسطين، وسوّقه “واحة الديمقراطية” في الصحراء العربية القاحلة. وها هو يتفنّن وداعموه من الصهاينة في أساليب الإبادة و”الإفناء” لحوالي مليونان ونصف مليون مدني، وبمنتهى الوقاحة والغطرسة غير المسبوقة.

هذا الكيان هو “مكب نفايات” الغرب الاستعماري المجرم، والذي قذف فيه وتخلّص من خلاله من شتى “قاذوراته” المُنتنة وشتى “شُذّاذ” الآفاق لديه، وبذل الغالي والنفيس لمكيجته والترويج لبضاعته الفاسدة المليئة بكافة أصناف الجراثيم والمكروبات القاتلة والفتّاكة. وها هو يُوفّر لكيانه المصطنع كافة أشكال الدعم والتمكين وأحدث اختراعات القتل والتدمير، بل ويُدافع عنه بالباع والذراع في شتى المحافل في وجه مَن يحاول مجرّد المساس به أو حتى انتقاده، بل ويذهب إلى تبرير كافة أفعاله الإجرامية وفلسفتها ضمن إطار “الدفاع عن النفس” كحق مشروع كفلته القوانين والشرائع للشعوب المحتلة والمضطهدة، بل ويُصفّق أعضاء الكونغرس الأمريكي المُتصهيَن وقوفاً لجيشه “المقدّس الأكثر أخلاقية في العالم”، بل والأكثر “إنسانية” كذلك؟!

كيف لا؟! وهم الذين صنعوه ليكون وكيلهم الحصري فقط لحفظ مصالحهم في المنطقة العربية والشرق أوسطية، وليكون قاعدة قتالية مُتقدّمة لهم. وهو بكل ما يصدر عنه من شذوذ إنما يُقلّد وحشية أسياده، فهو طالب نجيب تفوّق على أساتذته في عالم الجريمة، وتاريخ الغرب الاستعماري يشهد بذلك، ولا يزال.

وإذا كان ما تقدّم يتوافق وينسجم مع علم المنطق وعلم النفس وتحليلات الشذوذ في الشخصية الإنسانية. فإن ما لا يتوافق مع المنطق أن يسعى البعض للتغزّل في هذا “الكيان “الشاذ والإجرامي ، ويسعى لاهثاً للتطبيع معه كمَن يضع “أفعى سامّة ” في عٍبِّه، وإذا كانت النصيحة بجمل ، كما يُقال، فإن ما يذوقه الشعب الفلسطيني ، وما عاناه ويعانيه من ويلات هذا “الكيان” ومنذ أكثر من قرن كل سنة فيه بقرن مكتمل الأوصاف، توقظ حتى الضمائر الميّتة ، وتسمع مًن به صمم، فهل من متّعظ، فإنها لا تعمى الأبصار، وإنما تعمى القلوب التي في الصدور، ولا نريد أن نرى مأساة الشعب الفلسطيني تتكرّر، عندها رُبّ قائل يقول “على نفسها جَنت براقش”، أو يقول “لقد أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض”؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى