أهلاً بكم في جهنّم (الجزء الثاني)
يتضمن تقرير مركز “بتسيلم” الإسرائيلي للمعلومات وحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة تقريرا استقصائيا، الذي صدر تحت عنوان “أهلًا بكم في جهنم”: “إفادات أخرى تصف اعتداءات جنسية، وبضمنها ضرب الأعضاء التناسلية لدى الأسرى، استخدام الهراوات والأدوات الحديدية للتسبب بالأوجاع في الأعضاء التناسلية، الإمساك بأعضاء الأسرى التناسلية، التقاط الصور للأسرى وهم عراة تمامًا، وتنفيذ التفتيش على أجسادهم وهم عراة بالكامل.. سامي خليلي، البالغ من العمر 41 عامًا، والذي اعتُقل في سجن “كتسيعوت”، وصف في التقرير واحدة من الحالات: (اقتادونا إلى غرفة بُعثِرَت فيها الكثير من الملابس، الأحذية، الخواتم وساعات اليد. عرّونا من ملابسنا تماماً، حتى السّروال الداخليّ، وفتّشوا أجسادنا بواسطة جهاز يدويّ لكشف المعادن. أجبرونا أن نفتح أرجلنا ونقرفص. بعد ذلك راحوا يضربوننا بالجهاز على أعضائنا الحسّاسة، ضربات سريعة ودون توقّف. بعد ذلك أمرونا بأن نؤدّي التحيّة للعلم الإسرائيلي الذي كان معلّقاً على الحائط). وأضاف خليلي: (أنه حين رفض تأدية التحية للعلم، انهال عليه اثنان من عناصر وحدة “كيتر” بالضرب بركبتيهما على بطنه حتى سقط أرضًا وتقيأ. بعد ذلك، قاما بضربه على منطقة حساسة في الجسم)”؟!
وأضاف التقري: “أسير آخر، ثائر حلالحلة، من سكان قرية خاراس في محافظة الخليل، ويبلغ من العمر 45 عامًا، روى في إفادته أن سجّانين أفلتوا الكلاب على الأسرى وهم في طريقهم إلى الحافلة. (كل واحد من عناصر الوحدة (وحدة نحشون، التي وظيفتها نقل الأسرى ـ هـ. ش.) كان يمسك بأسير وسجان آخر كان يمسك كلبًا ويدعه يهجم علينا. كان للكلب رسن معدنيّ والسجّان يُرخي قشاطه كلّ مرّة ثمّ يعود ويشدّه. كان الأمر مخيفًا جدًّا. كلّما حاولت الابتعاد عن الكلب ركل السجّان رجلَيّ بقوّة، وأمسك سجّان آخر بخصيتَي ثمّ دفعني إلى الأمام بقوّة وهو يشتمني. غضبت جدًّا وشعرت بمَهانة شديدة أمام بقيّة الأسرى)”؟!
وتابع التقرير: “تشمل الإفادات الواردة في التقرير، أيضًا، وصفًا للعنف الذي كان يُمارَس ضد الأسرى، من خلال غاز الفلفل، القنابل الصوتية، العصي، الهراوات الحديدية والخشبية، الضربات واللكمات. وتقول “بتسيلم” إن الأسرى تحدثوا عن الاعتداءات بكونها جزءًا من الروتين اليومي. وبحسب إفادة أشرف المحتسب، الأب لخمسة أولاد من مدينة الخليل، والبالغ من العمر 53 عامًا، والذي كان مُعتقلًا في منشآت الحبس في “عتصيون”، “عوفر” و”كتسيعوت”، ففي يوم 18 تشرين الثاني دخل إلى زنزانته خمسة من عناصر وحدة “كيتر” وعدد كبير من السجّانين الآخرين بقيادة ضابط بذريعة أنّهم يبحثون عن جهاز راديو. (ضربونا بالهراوات ولكمونا وركلونا على جميع أنحاء الجسم)، قال: (أدخلوا كلبًا إلى الزنزانة هاجم معتقلًا شابًّا وخدشه في ظهره خدشًا كبيرًا. تعرّضنا جميعًا لإصابات بالغة في هذا الهجوم. عندما انتهى الأمر استلقينا على الأرض. اتّكأتُ أنا على الحائط. كنتُ أعاني من كسور في ضلوعي وأُصبت أيضًا في كتفي اليمنى وفي إبهام يدي اليمنى وأحد أصابع يدي اليسرى. لم أستطع التحرّك أو التنفّس طيلة نصف ساعة. كان الجميع من حولي يصرخون من شدّة الألم، وكان بعضهم يبكي. كان الدم ينزف من معظمهم. كابوس لا يمكن وصفه)”؟!
يتبع…