تقارير

أهلاً بكم في جهنّم (الجزء السادس)

حالات وفاة وراء القضبان؟!

وتابع تقرير أهلاً بكم في جهنم الذي أعده مركز المعلومات الإسرائيلي “لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسيلم” تحت العنوان أعلاه: “وفقاً لمتابعة أجرتها منظمة “أطبّاء لحقوق الإنسان”، منذ اندلاع الحرب وحتى تمّوز 2024 بلغ عدد الأسرى الفلسطينيّين الذين توفّوا داخل مرافق الحبس العسكرّيّة والمدنيّة أو أثناء نقلهم إليها 61 سجيناً. في أعقاب الاشتباه بأنّ حالات وفاة وقعُت نتيجة عُنف شديد وإهمال ورعاية طبّية سيّئة أعلن الجيش أنّه يحقّق في شُبهة وفاة سجناء ومعتقلين على يد جنود. لاحقاً، فتحت الشرطة بخصوص حالة واحدة على الأقلُّ تحقيقاً جنائيّاً ضدّ سجّانين متورّطين في وفاة سجين كان محتجزاً لدى مصلحة السّجون، غير أنّه وحسب المعلومات المتوفّرة لدينا لم يقدّم أيّ منهُم إلى المحاكمة جرّاء هذه الأفعال. من ضمن حالات الوفاة داخل السّجون وردت في الإفادات التي جمعتها بتسيلم شهادات عن ثلاث حالات. نورد فيما يلي المعلومات والتفاصيل المعلومة لنا بخصوص كلّ واحدة من الحالات:

حادثة وفاة ثائر أبو عصبّ

“في 19.11.23 نشرت وسائل الإعلام خبراً رسميّاً عن وفاة الأسير ثائر أبو عصب عن عمر ناهز 38 عاماً، والذي كان محتجزاً في سجن النقب “كتسيعوت”، وهو أسير مخضرًم من سكاّن قلُقيلية كان قدُ حُكمّ بالسّجن سنوات عدّة قبُل هجوم 7 أكتوبر. بيّن تشريح جثمان ثائر أبو عصب آثار عُنف شديد، غير أنّ تقرير التشريح ذكر أنّه لا يمكنّ الإشارة إلى علاقةُ مباشرة بين هذه العلامات ووفاته. مع ذلك، اتّضحً من تقارير مختلفة نشرتها وسائل الإعلام أنّ 19 سجّاناً من سجن النقب “كتسيعوت” اشتُبهوا بالتورّط في هذه الواقعُة وتمّ التحقيق معهم بتهمة التسبّب بجُروح وكدمات في ملابسات خطيرة وعرقلُة التحقيق. حسب معلوماتنا، لم يقدّم أيّ منهم للمحاكمة حتى موعد نشر هذا التقرير. ويُستدلّ أيضاً من تقارير وسائل الإعلام أنّ خمسة من المشتبه فيهم هُم من سجّاني وحدة “كيتر” وأنّهم نُقلوا من وظيفتهم مؤقتُاً في أعقاب الحادثة، وكانوا قدُ لجأوا إلى القضاًء بطلب إلغاء نقلهم لكنّ طلباتهم رُفضتً. حول وفاة ثائر أبو عصب عقب العنف الشديد الذي مارسه ضده عناصر وحدة “كيتر”، قاُل أحد الشهود وكان محتجزًا معه في الزنزانة نفسها:

(نقلوني بعد ذلك إلى زنزانة أخرى، وكنّا فيها ثمانية سجناء أيضاً، من بينهم ثائر أبو عصبّ. نمتُ في هذه الزنزانة أيضاً على فرشة ممدودة على الأرض. كان السجناء الأكبر سناً، مثل أبو عصبّ، ينامون على الأسرّة. أمضينا معاً عشرة أيّام تقريباً في هذه الزنزانة. كان لها ثلاًث نوافذ، أزالتإدارة السجن الزجاج عنها جميعاً لكي نعاني أكثر من البرد، ليلاً ونهاراً. في 18.11.23 جاء السجّانون لإجراء العدد مُحضرين معهم عناصر من وحدة خاصّة ملثّمين وبحوزتهم هراوات ذات قطعّ حديديّة ناتئة. أحصاّنا السجّانون. كانت الطرّيقة أن يناديّ السجّان الاًسم الشخصيّ للسجين، وعلى السجين أن يقول اسم عائلته، بينما نحن جالسون جلسة الضفدع. في ذلك اليوم، وبعد انتهاء العدد، نادى أحد السجّانين اسم ثائر مرّة أخرى، فأجابه ثائر: “أبو عصبّ.” بعد ذلك قال السجّان “ثائر” مرّة أخرى، وردّ ثائر “أبو عصب”. نادينا ثائر باسمه عدّة مرّات، لكنّه لم يُجب. سال القليل من الدم من رأسه، ورأينا أنّ لون جسمه تغيّر – أصبح أكثر قتامة. أعتقد أنّ ذلك كان بسبب نزيف داخليّ. نادينا السجّان وصرخنا طوال ساعة، لكنّه لم يردّ علينا. ثمّ جاء سجّان عمل أيضاً كمسعف. طلب منّي أن أشمّر قميص ثائر. عندما رفعتُ القميص كان بطنّه منتفخاً وداكن اللون. اتّصلّ السجّان/المسعف بالضابط. حضرضبّاط كثيرون وأرغمونا، نحن السجناء السبعة الآخرين، على الاًنزواء في المرحاض – مساحته متر مربّع واحد. بعد أن حشرونا هناك أخذوا ثائر وغادروا. بعد خمس دقائق حضر سجّان وفتح باب المرحاض وأخبرنا بأنّ ثائر قد مات.  في اليوم التالي جاءوا من “الشاباك” واقتادونا واح ادا تلو الآخر للتحقيق. استمرّ التحقيق معي نحو ربع ساعة وزعموا خلاًله بأنّنا تسبّبنا في مشاكل وقتلنا ثائر، ولهذا السبب نحن جميعاً مصاّبون. وقالوا إنّنا اعتدينا بعضنا على بعضّ وليس على السجّانين. ثمّ سألني المحقّق كيف قتل ثائر. فأخبرتُه بما حدث: السجّانون هم الذين ضربونا وقتلوه، وشرحتُ له كيف حدث ذلك. بعد عودتنا جميعاً إلى الزنزانة حضر ضابط السجن الملقّب بـ “أبو يوسف” وفتح الباب. ضحك وقال نحن الذين قتلناه وإنّنا نريد أن نلقي بالتهمة على السجن.)؟! من إفادة م.أ,. من سكاّن محافظة الخليل .

(معتقلين في زنازين أخرى، بحدّة جعلت صراخهم يعمّ أرجاء السجن. في اليوم التالي علمنا بأنّ عناصر وحدة “كيتر” قتلوا الأسير ثائر أبو عصبّ. في تلك الليلة أقام السجّانون حفلة في القسم 21 – شغّلوا موسيقى صاخبة ورقصوّا مع الجنديّات وشتموا حماس والسنوا). من إفادة أشرف المحتسبَّ, 35) عامًا( وهو أب لخمسة، من سكاّن الخليل. سُجن في معتقل “عتسيون” وسجني “عوفر” والنقب “كتسيعوت” ؟!

كان في زنزانتي سجين من الظاهريّة يدعى محمّد أحمد الصبّّار، كان يعاني من تشوّه في الأمعاء منذ الولاًدة. كان يعاني من انتفاخ في الأمعاء وكان يحتاج إلى أدوية لتليين البراز وإلى سوائل لمساعدته على هضم الطعّام والتخلّص من الإفرازات. خلاًل الفترة التي كنّا فيها م اعا في الزنزانة كان يعاني من انتفاخ شديد جداً، لأنّهم لم يعطوّنا منذ بداية الحرب شي ائا لنأكله سوى كربوهيدرات. طوال الوقت كنّا نطلّب من السجّانين أن يُحضروا

له طبي ابا، أو أن يأخذوه إلى العيادة أو أن يجلبوا له دواء، لكنّهم رفضوا. في النهاية وصل إلى وضع لم يعد قاد ارا فيه على الذهاّب إلىّ المرحاض بتا اتا. نقلوه إلى زنزانة أخرى، وبعد ذلك بأسبوع علمنا بأنه توفي.

من إفادة ع.أ,. من محافظة الخليل | لقراءة الإفادة الكاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى