دولي

المستشار الشاعر في حوار حصري وجريء مع “ماتريوشكا نيوز”: روسيا أنقذت سوريا مرّتان قبل عشر سنوات والآن من حرب دموية مدمرة

روسيا أنقذت قبل عشر سنوات دمشق من الدمار، ونشوب حرب أهلية طائفية، عندما أخرجت الفصائل المسلحة من ضواحي دمشق إلى إدلب، أما اليوم، وبالتعاون مع تركيا وإيران أيضاً، تم إنقاذ سوريا من حرب أهلية واسعة ومدمرة. روسيا تواجدت في سوريا بهدف محاربة التنظيمات الإرهابية، والتي كانت مصنّفة من قبل مجلس الأمن الدولي بأنها إرهابية. روسيا لم تنه هذه المهمة بنجاح فقط، بل أنقذت سوريا من حرب أهلية كانت على وشك أن تندلع، ولو اندلعت لا سامح الله لكانت دمرت وأهلكت البلاد والعباد، وسيكون ضحيتها ما لا يقل عن مليون ونصف مواطن، بالإضافة إلى تدمير أهم المدن السورية“.

فور انتهاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمؤتمر الصحفي السنوي اليوم الخميس 19/20 الجاري، توجهت وكالة أنباء “ماتريوشكا نيوز” إلى محاورة المستشار السياسي الروسي والمقرب من مؤسسات صنع القرار للسياسة الخارجية الروسية السيد رامي الشاعر، لوضع النقاط على الحروف، وإزالة أي التباس أو غموض أو تحريف مقصود لما ورد على لسان الرئيس الروسي، وخصوصاً فيما يتعلّق بمستجدات الوضع السوري ورحيل نظام بشار الأسد، وكان هذا الحوار الخاص والحصري لوكالة انباء “ماتريوشكا نيوز” على النحو التالي:

– ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال المؤتمر الصحفي السنوي يوم الخميس 19-12-2024 بأنه سيجري لقاء مع بشار الأسد دون أن يحدد موعده، برأيكم كيف سيكون طبيعة هذا اللقاء؟

أولا، في اللقاء لن يكون لبشار الأسد أي صفة رسمية، ولكن عندما تم التوصل لقضية مغادرته سوريا وعدم إعطاء أي أوامر للأجهزة الأمنية وقيادة الجيش، بمواجهة المجموعات والتنظيمات المسلحة، وافق على المغادرة المبدئية إلى روسيا. ولكنه طلب أن يسمح له بلقاء مع الرئيس بوتين، وبالتأكيد أتت الموافقة بأن اللقاء سيتم، وقد ذكر الرئيس بوتين في لقائه الصحفي هذا اليوم بأنه سوف يلتقي مع بشار الأسد، وكان هذا ردا على سؤال لممثل وكالة أنباء “بي بي سي” البريطانية، الذي ذكر رسالة والدة الصحفي الأمريكي، المجهول المصير منذ 11 سنة، والتي سبق وطلبت من القيادة الروسية الاستفسار من بشار الأسد عن مصير ابنها، والرئيس بوتين تعامل مع هذا الموضوع من ناحية إنسانية، ووعد علنا أنه سيلتقي مع بشار ويستفسر منه عن هذا الموضوع.

ما تعليقكم على بعض أسئلة وآراء بعض المحللين السياسيين ورؤساء وكالات إخبارية عالمية وسياسيين دوليين وحتى محليين، ممن يحاولون أن يُعرِّفوا ما حصل في سوريا على أنه هزيمة لروسيا، لا سيما أن الرئيس الروسي بوتين أجاب هذا اليوم بأن هذا غير صحيح.

أنا أستغرب بأن وكالات أنباء وأخبار عالمية وسياسيين دوليين ومنهم روس، والذين يجب أن يكون مستواهم أكثر وأعلى فهماً، من أن يفكروا من بعيد أو قريب، بأن روسيا كانت تقوم بدور في سوريا ممكن أن يؤدي إلى وضع دولة عظمى مثل روسيا لمآل أن تُهزم أو لا تُهزم.

أولا لم يكن لدى روسيا هدف الانتصار في سوريا (إلا للدولة السورية والشعب السوري). إن روسيا تواجدت في سوريا بهدف محاربة التنظيمات الإرهابية، والتي كانت مصنّفة من قبل مجلس الأمن الدولي بأنها إرهابية، بالإضافة إلى ذلك وبشكل جازم أقول: أن روسيا لم تنه هذه المهمة بنجاح فقط، بل أنقذت سوريا من حرب أهلية كانت على وشك أن تندلع، ولو اندلعت لا سامح الله لكانت دمرت وأهلكت البلاد والعباد، وسيكون ضحيتها ما لا يقل عن مليون ونصف مواطن، بالإضافة إلى تدمير أهم المدن السورية. حقيقة أنا لا أعرف كيف يمكن لشخص يمثل وكالة أنباء عالمية في روسيا لم يستوعب ماذا سيكون مصير سوريا لولا الوجود الروسي.

– ما تعقيبكم على سؤال مراسل الـ “بي بي سي” الذي وجهه للرئيس بوتين، بصيغة: “هل رأيت أين وصل مصير روسيا والتي باتت ضعيفة؟”

أتعجب بأن مراسل يمثل الـ “بي بي سي” في روسيا العظمى، والذي من المفترض أن يكون ذو خبرة في مجال عمله، ألا يستوعب أو يصف أن روسيا باتت ضعيفة، وكذلك لا يستوعب الدور الذي تقوم به روسيا في نقل العالم من الأحادية القطبية إلى التعددية القطبية. ألا يرى أو يدرك بأن زمن الهيمنة الأحادية للغرب وأميركا وبريطانيا انتهى! وأننا أصبحنا على أبواب عالم جديد، فعن أي ضعف يتكلم هذا الصحفي والإعلامي، وهذا إن دل على شيء، إنّما يدل على حقدهم تجاه الإنجازات التي حققتها روسيا في الساحة العالمية، والتي أفشلت كل مخططاتهم لإضعاف روسيا وانهيارها. وهذا الحقد على ما يبدو أعماهم، لدرجة أنهم يريدون تجاهل تطور روسيا والعالم بالاتجاه الجديد الذي يتعارض مع مصالحهم، والتي كانوا يريدون الحفاظ عليها لاستمرارهم بالهيمنة والتطور والازدهار، على حساب مصلحة وتطور وأزدهار بلدان وشعوب عالم بأجمعه.

برأيك كيف ستتطور الأمور في سوريا؟

لا شك بأن الوضع في سوريا ليس سهل، فقد ورث الشعب السوري تركة ثقيلة ستحتاج إلى بعض الوقت ليتم علاج كل مخلفات تلك الحقبة، ولكن أنا متفائل جداً بأن القيادة المؤقتة الحالية في سوريا قادرة على تجاوز كل الصعوبات. ولولا ثقة دول مجموعة أستانا، وهنا أقصد روسيا وتركيا وإيران، بهذه القيادة لما تم اتخاذ القرار الفاصل في الـ 48 ساعة الأخيرة، بإجبار بشار الأسد على ترك السلطة والتنازل عنها، وإعطاء الأوامر للأجهزة الأمنية والجيش العربي السوري بعدم مواجهة التنظيمات المسلحة، والمتغيرات على الأرض تُوضّح بجلاء أنها تحظى بتأييد عامة الشعب السوري لها، وتعكس عدم رضاهم المطلق على نظام بشار الأسد.

ذكر الرئيس بوتين عندما أعلن أن قاعدة حميميم هي التي قامت بتأمين مغادرة المستشارين الإيرانيين من سوريا، هل من توضيح لهذا الموضوع؟

نعم بالتأكيد، فقد عملنا على تأمين أصدقائنا الإيرانيين، ونقلهم إلى إيران، وهذا يؤكد على الموقف الموحد لدول مجموعة أستانا، وهو ما يؤكد ما سبق أن أبلغتكم بأنهم على ثقة بأن تتجاوز القيادة المؤقتة الحالية كل الصعوبات، وهذا كذلك بنفس الوقت يؤكد لنا أنهم ضاقوا ذرعا من أكاذيب وألاعيب بشار، ما جعلهم يجبرونه على ترك السلطة خلال الـ 48 ساعة.

وجدير بالذكر، أن روسيا أنقذت قبل عشر سنوات دمشق من الدمار، ونشوب حرب أهلية طائفية، عندما أخرجت الفصائل المسلحة من ضواحي دمشق إلى إدلب، أما اليوم، وبالتعاون مع تركيا وإيران أيضاً، تم إنقاذ سوريا من حرب أهلية واسعة ومدمرة، لأنه كان سيحدث انشقاق في الجيش السوري، وسيتم استخدام الطيران وسلاح الصواريخ والمدفعية والدبابات، بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية، وقد تم تفادي كل ذلك، وتُرك المجال لانتصار إرادة المجتمع السوري، لاستعادة استلام زمام السلطة بشكل سلمي، وتفادي أي اقتتال سوري سوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى