صحافة ورأي

“وقفة تضامن مع الهولوكوست الفلسطيني وأوجه الشبه مع تجربة اليهود” – بقلم: د. أروى الشاعر 

كفلسطينية، أجد نفسي أتجذر في تاريخ وثقافة فلسطين الأرض العريقة، أرض تزهر فيها أهازيج الحرية وقصص البطولات والشجاعة ، الأرض التي طالما شهدت قصصاً من الألم والأمل والظلم والمقاومة، تخضع لأقسى أنواع الاحتلال والإبادة الجماعية والتهجير الجماعي القسري والتي نشهدها اليوم في غزة العزة البطولية.

في ظل هذا الظلم، يعلو صوت الثورة من ركام غزة كبركان يتفجر بإصرار وعزيمة، ومن قلب هذا العنف والقهر، تجد روحي عزاءً في الوقوف الشجاع لأصدقائنا اليهود المعتدلين المناصرين لقضيتنا الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني لأنهم يعون تماماً الضرر الذي سيلحق بالشعب اليهودي نتيجة سياسة القيادة الاسرائيلية والتطرف والإجرام الذي يرتكب ضد الشعب الفلسطيني، ولذلك يشاركوننا رفض هذا الإحتلال المجرم ويناضلون إلى جانبنا لتحقيق العدالة، وإقامة دولتنا المستقلة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

ينعكس هذا في تضامنهم معنا، عبر مظاهراتهم ومقالاتهم وكتبهم وفي كل لحظة دعم يبثونها في العالم الافتراضي، مثل يهود ناطوري كارتا ويهود فلسطين السامريّون ويهود البَتَدز (أو العدة) ، والكثيرون من الكتاب والمفكرين والصحفيين والناشطين في القضية الفلسطينية وأذكر بعضاً من أبرزهم :

• نعوم تشومسكي ( كتاب بعتوان: فلسطين بالتعاون مع إيلان بابي )

• نورمان فينكلستين (غزة تحقيق في استشهادها)

• إيلان بابي ( كتاب: التطهير العرقي في فلسطين وكتاب اَخر: الأساطير حول إسرائيل )

• ميكو بيليد (كتاب: ابن الجنرال: رحلة إسرائيلي إلى فلسطين)

• شيلدون ريتشمان (كتاب: القادم إلى فلسطين)

• أنتوني لوينشتاين (كتاب: مختبر فلسطين)

• نعومي كلاين/ صحفية وكاتبة يهودية كندية

• بيتر بينارت/ صحفي يهودي أميركي

• ماكس بلومنثال/ كاتب وصحفي أميركي / blogger

• جدعون ليفي/ صحفي اسرائيلي يركز مقالاته ضد الاحتلال الصهيوني في صحيفة هآرتس واصفاً إسرائيل بأنها مدمنة على الاحتلال.

• أميرة هاس/ صحفية ومؤلفة إسرائيلية، اشتهرت بمقالاتها في صحيفة هآرتس اليومية التي تغطي الشؤون الفلسطينية في غزة والضفة الغربية،

• آفي شلايم/ مؤرخ يهودي من أصل عراقي مناهض للصهيونية ودولة إسرائيل المجرمة.

• چابور ماتي/ طبيب نفسي ومؤلف مجري كندي. يرى أن أطفال فلسطين لا يعانون من حالة ما-بعد-التروما، لأنّ التروما يوميّة ومستمرة بالنسبة لهم ولم تتوقف قط.

• إيرون ماتي/ إبن جابور ماتي ناشط ضد الصهيونية

• زاكاري فوستر/ برفسور في تاريخ القضية الفلسطينية.

• سيمون زيميرمان/ ناشطة يهودية أميركية مؤسسة ( If not now) الداعمة لفلسطين.

• شاتسي وايزبيرغر/ كانت مدافعة شرسة عن فلسطين لأكثر من ٤٠ عام ضمن جمعية الدفاع عن فلسطين.

إنه ليس من الغريب أن نرى هؤلاء اليهود الذين عانوا هم و أجدادهم من ويلات الهولوكوست، يقفون اليوم بجانب شعبنا الفلسطيني في كفاحه ونضاله من أجل حريته. إنهم يفهمون بشكل عميق معنى أن تُسلب الحرية، وأن يُعاني الإنسان من القمع والظلم. هذا التضامن ليس مفاجئًا بل هو تجسيد للإنسانية المشتركة التي تتجاوز الحدود والدين والهويات.

ومع ذلك، أشعر بالحيرة والدهشة إزاء موقف بعض اليهود الصهاينة الذين يدافعون عن أفعال دولة إسرائيل، فكيف يمكن لمن يشاهد المجازر الغير مسبوقة للأطفال والنساء والشيوخ ولمن عانى أجداده من فظائع الهولوكوست أن يغض الطرف عن الأعمال الوحشية التي تُرتكب ضد المدنيين الفلسطينيين؟ أين ضميرهم؟، هل نسوا التاريخ الذي يحمل في طياته قصص الألم والمعاناة التي تشابه ما يعيشه الفلسطينيون اليوم؟

أيها العالم، لا تغلقوا أعينكم ، إن التاريخ لن ينسى ولن يغفر جرائم محرقة الهولوكوست التي تُرتكب اليوم بحق الشعب الفلسطيني، إنها تُدَوَّنُ مثل الهولوكوست اليهودي. سيأتي اليوم الذي ستُروى قيه قصص المحرقة والظلم والمجازر الجماعية والإحتلال والتشرد القسري الذي عانى وما زال يعاني منه الشعب الفلسطيني، تماماً كما تُروى قصص الهولوكوست في المدارس اليوم.

ستجد متاحف الهولوكوست اليهودي نظيرها من متاحف الهولوكوست الفلسطيني، حيث توثق الصور والقصص والمجازر البشعة الأليمة للأجيال القادمة.

إن الوقوف ضد الظلم والقمع ليس مجرد واجب أخلاقي فحسب، بل هو تكريم للحقيقة والعدالة. اليوم، نحن كفلسطينيين، نحمل في قلوبنا أمل الحرية والعدالة، ونعتز بتضامن كل الشعوب الذين يقفون إلى جانبنا، متحدين ضد هذا الظلم، سواء في المظاهرات أو الكتابات والمنشورات، وفي كل تغريدة، والذي يعكس أعمق معاني الإنسانية والإرادة الصلبة من أجل العدالة، إنها الشرارات التي تضيء الطريق نحو مستقبل أفضل، حيث يتحقق العدل ويزهر السلام.

لكل أولئك الذين يقفون إلى جانبنا، أقول: شكرًا لكم. شكرًا لأنكم تظهرون للعالم أن الإنسانية لا تعرف حدوداً، وأن العدالة يجب أن تكون هي الهدف الذي نسعى إليه جميعًا، بغض النظر عن الدين أو الجنسية.

وأخص باالشكر دولة جنوب أفريقيا على المبادرة التي قامت بها في الدفاع عن فلسطين وكل من شاركوا و دعموا هذه المبادرة ونعتبر أنا نتائجها من خلال القرار الذي صدر من المحكمة الدولية يعتبر خطوة متقدمة لاستفاقة ضمير البشرية بالكامل من اجل دعم نضال شعبنا وحقنا في العيش بدولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأتوجه لأولئك الذين لا يزالون صامتين برسالة: لا تبقوا مكتوفي الأيدي وأنتم تشهدون الظلم. تاريخنا المشترك يذكرنا بأن الصمت في وجه الظلم هو موافقة عليه. دعونا نتحد لكتابة فصل جديد في التاريخ، فصل يسوده السلام والعدالة لجميع البشر، بغض النظر عن أصولهم ومعتقداتهم.

وحتى ذلك الحين، كفلسطينية سأستمر في الوقوف بكل شموخ وفخر، متشبثة بحقي في الحرية والكرامة. أحمل في قلبي قصص شعبي وأحلامه، مستلهمة القوة من تضامن أولئك الذين يقفون إلى جانبنا في هذه المعركة العادلة. إننا نشارك العالم قصة مقاومتنا، قصة لا تتحدث فقط عن الألم والمعاناة، بل تروي أيضًا عن الأمل والصمود والإرادة القوية.

مرفقات (ملاحظة: تاريخ الفديوهات١٤ كانون الثاني ٢٠٢٤ في مظاهرات نيويورك)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى