دولي

الرئيس الروسي يؤكد أن روسيا لن تهاجم حلف الناتو “موسكو- ماتريوشكا نيوز”

• وتدريبات روسية على الصواريخ النووية الاستراتيجية في منطقة يفترض أنها ملوثة شعاعيا ما يوحي بالاستعداد لحرب نووية حقيقية
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أن روسيا لا تنوي على الإطلاق قتال حلف شمال الأطلسي، واعتبر ما يشاع حول نوايا روسيا بهذا الصدد مجرد هراء.
جاء ذلك إبان حواره مع عدد من الطيارين الروس أثناء رحلة عمل إلى مدينة تورجوك أواسط روسيا حيث أوضح الرئيس الروسي أن نظرة سريعة إلى مفارقة الإنفاق العسكري تظهر ذلك، منوها بأن الولايات المتحدة أنفقت عام 2022 لأغراضها العسكرية مبلغ 811 مليار دولار في حين لم يزد إنفاق روسيا عن 72 مليار دولار، وتساءل هل يمكن مقاتلة الناتو بهذه المفارقة في نسبة الإمكانيات.
طبعا لم يذكر الرئيس الروسي أن هناك أيضا إضافة إلى ذلك الإنفاقات العسكرية للدول الآخرى وخاصة الكبرى منها كبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا…
في غضون ذلك شدد الرئيس بوتن على أمر نوعي آخر، وهو أن الناتو هو الذي جاء إلى الحدود الروسية، وروسيا وقواتها لم تتحرك باتجاههم ولا باتجاه حدودهم، ولم تهدد أحدا، ولم تعبر المحيط مثلا لتصل إلى حدود الولايات المتحدة الأمريكية، بل هم من تحركوا واقتربوا من روسيا، وبشكل قريب جدا حسب الرئيس بوتن الذي أضاف متسائلا: ماذا نفعل؟ أن روسيا تقوم بحماية شعبها فوق أراضيها التاريخية.
كما نوه الرئيس الروسي بأن مستويات المعيشة تتراجع عندهم وأن الدول الموالية للولايات المتحدة تخاف من روسيا الكبيرة القوية ويتزايد الخوف من احتمال مهاجمة القوات الروسية لبعض الدول من مثل بولندا ودول البلطيق والتشيك، إلا أن الرئيس بوتن أكد أن كل هذه الأطروحات مجرد هراء بل هي طريقة لخداع سكان تلك البلدان لانتزاع نفقات إضافية من الناس.
بالمقابل تظهر بين حين وآخر تقديرات من بعض دول الناتو حتى حول الزمن التقريبي لمهاجمة الروس هذه الدولة أو تلك، الأمر الذي تغذيه الصحافة الغربية بشكل ساطع، خاصة بعد إعلان روب باور رئيس اللجنة العسكرية في حلف شمال الأطلسي أن الحلف مستعد للقتال المحتمل مع روسيا،جاء ذلك في حديثه لصحيفة وزارة الدفاع الأوكرانية، حيث أكد أن هذه الأمور أساسا هي مهمة الناتو الرئيسية بأن يكون جاهزا لمثل هذا اليوم.
ومن البديهي أن روسيا جاهزة لأية احتمالات خاصة بعد تمدد الناتو شرقا وصولا إلى حدودها المباشرة، وبما أن المفارقات في الإمكانيات المادية هائلة وحتى في صنوف الأسلحة التقليدية إن أخذنا مجمل ما لدى دول الناتو منها. ولهذا تبدو تحذيرات الرئيس بوتن جدية من احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة وهي بالطبع ستكون نووية بامتياز.
وربما في إطار التنويه بمدى جدية موسكو في هذا المجال قامت القوات الصاروخية الاستراتيجية الروسية في الأيام الأخيرة بتدريبات على صواريخ “يارس” العابرة للقارات، ومما له دلالته المثيرة للانتباه أن التدريبات تجري في منطقة مفترض أنها ملوثة شعاعيا ما يوحي بالاستعداد للرد على الناتو في ظروف الحرب النووية.
الجدير بالذكر أن صاروخ “يارس” هو صاروخ نووي استراتيجي عابر للقارات يبلغ طولة 17،8 مترا ووزنه عند الانطلاق 46 طنا، ويحمل عدة رؤوس وزن كل منها 1250 كغ ويبلغ مداه 10 آلاف كيلومتر، أي أنه يستطيع الوصول إلى أي نقطة على الكرة الأرضية، وهو مزود بأجهزة تحميه من المضادات الصاروخية الجوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى