روسيا تبدأ هجوما مكثفا على خاركوف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا
• هجوم بالدبابات والمدرعات والقوات الروسية تتقدم في اليوم الأول مسافة كيلومتر وواشنطن تعلن أنها توقعت الهجوم ونسقت مع كييف لصده
وسعت القوات الروسية من هجومها الساحق بمختلف أنواع الأسلحة باتجاه مدينة خاركوف شمال شرق أوكرانيا قرب الحدود الروسية، والذي بدأته عمليا منذ نهار أمس الجمعة.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية بدأت منذ الخامسة صباحا من نهار الجمعة 10-05-2024 هجوما مركزا في محاولة لاختراق خط الدفاعات الأوكرانية بزحف مدرع بعد قصف مدفعي عنيف، واعترفت الدفاع الأوكرانية بأن القوات الروسية تمكنت من التقدم مسافة كيلو متر واحد، مشيرة إلى أن هذا الهجوم عمقا يهدف إلى التوغل حتى عشرة كيلومترات بغية تشكيل منطقة عازلة قرب فوفشانسك في منطقة خاركوف الحدودية، وقد اعترف الرئيس الأوكراني زيلينسكي بالتقدم الروسي لكنه أوضح أن القوات الأوكرانية تمكنت من إيقافه بعد معركة شرسة بالمدفعية قرابة الساعة الثامنة صباحا.
وتشير المصادر الأوربية إلى أن أوكرانيا بدأت حملة تهجير السكان المدنيين من تلك المناطق نحو مناطق أكثر أمنا، ويشمل التهجير العديد من البلدات والقرى المحيطة بمدينة خاركوف.
وتؤكد المعطيات الأخيرة إبان إعداد هذه المادة أن المعارك ما زالت مستعرة حيث تسعى القوات الأوكرانية لمنع تقدم القوات الروسية، وقد أرسلت الدفاع الأوكرانية تعزيزات جديدة لدعم مواقعها في خاركوف، ويذكر أن القوات الروسية كانت قد احتلت هذه المناطق وخاصة منطقة سوم حيث عقدة المواصلات والسكك الحديدية في بدايات العملية العسكرية ثم انسحبت لتحسين مواقعها.
الجدير بالذكر أن هذه المناطق تعرضت للقصف الروسي بين حين وآخر لكن القصف اشتد في الأيام الأخيرة قبل هذا الهجوم الواسع، حتى أن القوات الروسية قصفت برج التلفزيون في مدينة خاركوف والذي يبلغ ارتفاعه 250 مترا بصاروخ “كي اتش 59” مما أدى إلى انشطاره إلى نصفين، وتعطل البث التلفزيوني في المدينة.
من جهة ثانية أعلن جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض أن واشنطن توقعت أن تشن روسيا هجوما على مدينة خاركوف، وأن الولايات المتحدة نسقت مع الأوكرانيين لمساعدتهم في عملية الاستعداد لهذا الهجوم، وتوقع أن توسع روسيا من هجومها في الأيام والأسابيع القادمة إلا أن تدفق المساعدات الأمريكية سيسمح لأوكرانيا بالمقاومة خلال العام الحالي، ونوه بأن كميات كبيرة من الذخيرة بما في ذلك قذائف المدفعية والصواريخ المضادة للدروع قد وصلت بالفعل إلى أوكرانيا.
ويرجح في هذا السياق هدفان تسعى لتحقيقهما القوات الروسية في هجومها على خاركوف: الأول هو بالفعل إنشاء منطقة عازلة قرب الحدود الروسية بحيث تخفف من استهداف الأراضي الروسية من هذه المناطق، والثاني أن تضطر كييف لسحب قسم من قواتها في دونباس ما يؤدي إلى تخفيف الوطأة عن السكان المدنيين الذين يتعرضون للقصف بشكل مستمر، وقد أسفر القصف الأخير على مدينة روفينكي بصواريخ هيمارس الأمريكية المزودة بذخائر عنقودية حسب حاكم جمهورية لوغانسك إلى نشوب حريق في مستودع للنفط ومقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة جراح أربعة منهم خطيرة.
ويرجح المراقبون أن تزداد المعارك قرب خاركوف ضراوة، فهناك عامل بسيكولوجي بالغ الأهمية بالنسبة للطرفين حيث تسعى كييف للتشبث بمواقعها بكل ما لديها من قوة وإمكانيات ليس فقط لرفع معنويات جنودها التي تصدعت بعد الهزائم المتتالية في الأيام الأخيرة وحسب، بل ولتثبت للممولين الغربيين أن القوات الأوكرانية تفعل كل ما بوسعها، وأنها تستطيع الصمود بعد وصول شحنات الأسلحة الغربية وخاصة الأمريكية، أما القوات الروسية فيهمها بسيكولوجيا أن تثبت أن انسحابها السابق من هذه المنطقة كان تكتيكيا ليس إلا.